سياسي تهامي يشيد بمبادرة هاني البيض: مشروع ناضج يعكس تطلعات المكونات المغيبة ويستحق التطوير

أشاد الناشط والسياسي التهامي عبدالمجيد زبح بالمبادرة السياسية التي قدمها السياسي اليمني هاني علي سالم البيض، واصفا إياها بأنها مشروع ناضج ومسؤول يستحق الدعم والتطوير، ويمكن البناء عليه كخارطة طريق لإنقاذ اليمن من أزماته المركبة.
وفي تعليق نشره على منصة إكس، أكد زبح أن المبادرة جاءت في توقيت حرج تمر فيه البلاد، حيث الحاجة ماسة إلى مبادرات جادة تنطلق من فهم عميق لتراكمات الأزمة اليمنية، وتقدم حلولا شاملة تتناول الجوانب السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، مع التركيز على احترام خيارات الشعوب المحلية والمكونات الوطنية التي غُيبت عن المشاركة لعقود.
وأوضح زبح، وهو من أبناء إقليم تهامة أن كثيرا من مضامين المبادرة تعكس تطلعات أبناء تهامة نحو العدالة والشراكة والمساواة، مشيدا بتوازن المبادرة وعدم انحيازها لأي طرف سياسي أو مناطقي، وهو ما يجعلها برأيه جديرة بالدعم والتفاعل الوطني الواسع.
ورغم الإشادة، دعا زبح إلى تطوير بعض الجوانب الجوهرية في المبادرة لضمان قبول وطني شامل، من أبرزها نقل العاصمة اليمنية من صنعاء إلى مدينة جديدة ومحايدة لا ترتبط بصراعات الماضي أو مراكز النفوذ التقليدية. واقترح منطقة العبر الواقعة بين حضرموت وشبوة، لكونها تقع في منطقة متوازنة وخالية من النفوذ القبلي والطائفي، ما يجعلها مؤهلة لبناء مؤسسات دولة حديثة.
كما دعا إلى إلغاء فكرة الجيش الوطني بصيغته التقليدية، والاتجاه نحو نموذج دولة بلا جيش، تكتفي بقوات أمن داخلي مهنية وخفر سواحل لحماية السواحل والثروات البحرية. وأشار إلى أن الجيش اليمني، وفق التجربة، كان أداة بيد قوى نافذة استخدمته للهيمنة والقمع، ولم يكن ضامنا للأمن أو الوحدة، مضيفا أن اليمن ليست دولة معتدية ولا تشكل خطرا على جيرانها، ويمكن أن تتبع نماذج دولية ناجحة مثل كوستاريكا وآيسلندا التي استثمرت في التنمية بدلا من الجيوش.
كما أثنى زبح على تأكيد المبادرة ضرورة التمثيل المتوازن لكافة المكونات الجغرافية والسياسية والاجتماعية، وتشكيل مجلس رئاسي مدني توافقي من الشمال والجنوب والشرق والغرب، بالإضافة إلى تناول المبادرة لقضية الجنوب بطرح سلمي ومسؤول يشمل خيار الاستفتاء إذا تعذر التوافق، معتبرا ذلك موقفا واقعيا يعزز فرص السلام المستدام.
ووصف عبدالمجيد زبح مبادرة البيض بأنها نواة حقيقية لمشروع وطني جامع، تتمتع بالمرونة والانفتاح، ويمكن تطويرها بمشاركة المجتمع المدني والنخب الوطنية، داعيا إلى طرحها للنقاش العام وتوسيع دائرة المشاركة الوطنية حولها، بما يفضي إلى صياغة وثيقة سياسية ملزمة تلتف حولها جميع الأطراف.
وختم بالقول إن هذه المبادرة تمثل فرصة واقعية لبناء دولة عادلة تتسع للجميع، ولا يجب أن تضيع وسط ضجيج السجال السياسي. إنها ليست مثالية، لكنها تحمل نوايا صادقة وممكنة التنفيذ، وهذا وحده يجعلها جديرة بالدعم.