المشهد اليمني

من الإعلانات إلى الإقالات و اجتماع طارئ للمشاط.. كيف تحوّل ”حليب نيدو” إلى كابوس للحوثيين؟

الثلاثاء 10 يونيو 2025 03:49 مـ 14 ذو الحجة 1446 هـ
اعلان حليب نيدو
اعلان حليب نيدو

في محاولة لاحتواء تداعيات ما يُعرف بـ"فضيحة إعلانات حليب نيدو"، أقدمت ميليشيا الحوثي على إقالة عدد من القيادات العليا في أمانة العاصمة، في خطوة وُصفت بأنها محاولة للتغطية على الفشل الإداري والتناقضات الداخلية بصفوف الجماعة.

وقالت مصادر مطلعة لـ"المشهد اليمني" ، إن اجتماعًا طارئًا عقده مهدي المشاط، رئيس ما يسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى"، برفقة مدير مكتبه أحمد حامد، ضم قيادات من أمانة العاصمة ومسؤولين معنيين بنشر الإعلانات التي تضمنت ترويجًا لمنتج "حليب نيدو"، والذي أعلنت الميليشيا لاحقًا مقاطعته ضمن حملة ضد عشرات الشركات، بينها شركة "نستله" المنتجة له.

وأضافت المصادر أن الاجتماع شهد توترًا على خلفية الخلافات المتصاعدة داخل الجماعة، حيث طالب جناح المشاط بإقالة قيادات محلية محسوبة على أطراف أخرى، في محاولة لامتصاص غضب القاعدة الموالية للحوثيين، بعد ظهور إعلانات "نيدو" في شوارع العاصمة، رغم قرار المقاطعة .

وأشارت المصادر إلى أن الجناح التابع للمشاط اكتفى بعزل مسؤول الدعاية والإعلان في أمانة العاصمة، إلى جانب عدد من القيادات الصغرى، معظمهم من خارج السلالة الحوثية، ما اعتبره مراقبون تكريسًا للتمييز الداخلي ومحاولة لحماية الشخصيات النافذة في الجماعة.

وفي سياق متصل، أوضحت المصادر أن جناحًا آخر داخل الجماعة، بقيادة كل من مفتاح والرزامي، يسعى لإقالة حمود عباد، المعين من الحوثيين أمينًا للعاصمة، بعد إزالة اسمه من بعض الوثائق الرسمية والمخاطبات، وهو ما يعكس حدة الانقسام داخل الميليشيا.

وأكدت المصادر أن الجماعة شرعت في إزالة كافة اللوحات الإعلانية التي تحمل علامة "نيدو"، واستبدلت بعضها بشعارات "الولاية"، فيما لا تزال مواقع عدة في العاصمة تشهد فراغًا إعلانيًا واضحًا بعد إزالة إعلانات المنتج دون إحلال بديل لها حتى الآن.

وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد الاستياء الشعبي من ممارسات الجماعة، واتهامات متزايدة لها باستغلال الحملات الدينية والدعائية للتغطية على الفساد والانقسامات الداخلية.