شاهد لحظة قصف وتدمير مفاعل نطنز النووي الإيراني وإعلان إيران تسجيل تسرب إشعاعي

وثق مقطع فيديو متداول، لحظة استهداف مجمع نطنز النووي الإيراني، الواقع على سهل وجبل خارج مدينة قم جنوبي طهران، حيث يضم مجمع نطنز محطتين لتخصيب اليورانيوم، إحداهما ضخمة تحت الأرض والأخرى تجريبية فوق الأرض، تحتوي على نحو 16 ألف جهاز طرد مركزي، منها 13 ألف جهاز قيد التشغيل، مخصصة لتنقية اليورانيوم إلى نسبة 5%.
وأعلنت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية تسجيل تلوث إشعاعي محدود داخل المنشأة، مؤكدة أن التسرب لم يمتد إلى الخارج ولا يشكل أي خطر على البيئة أو السكان. وأوضحت الهيئة الحاجة إلى تنظيف الإشعاعات داخل المنشأة وتقييم الأضرار الناجمة عن الغارات الإسرائيلية.
وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الجنرال إيفي دفرين، أن الهجوم تسبب بأضرار شديدة في مجمع نطنز، مستهدفاً أكبر منشأة لتخصيب اليورانيوم في إيران، بما في ذلك مجمع تحت الأرض متعدد الطوابق داخل المنشأة النووية.
مفاعل نطنز، الذي يبعد نحو 220 كيلومتراً جنوب شرقي طهران، يعد المنشأة الرئيسية لتخصيب اليورانيوم في إيران، بُني سرا وكُشف عنه عام 2002، ويضم محطتين لتخصيب الوقود، وتبلغ مساحته حوالي 2.7 كيلومتر مربع، ويقع على عمق 8 أمتار تحت الأرض، محاط بجدار خرساني بسماكة 2.5 متر ومنظومة دفاع جوي وأسلاك شائكة وقوات الحرس الثوري.
من جهته، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي إن الوكالة تتابع الوضع في إيران عن كثب، مشيراً إلى أن منشأة نطنز كانت من الأهداف المستهدفة، وتتواصل الوكالة مع السلطات الإيرانية بشأن مستويات الإشعاع وكذلك مع مفتشيها داخل البلاد.
وقد تعرض مفاعل نطنز منذ عام 2010 لسلسلة هجمات وتخريبات نسبتها تقارير دولية إلى إسرائيل، شملت هجمات إلكترونية وتفجيرات وتخريب أنظمة الكهرباء. وأفادت تقارير أيضاً باستهداف منشآت نووية أخرى، منها مركز أبحاث نووية قرب تبريز شمال غربي إيران، في حين أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن مفاعل بوشهر النووي لم يُستهدف.
أما منشأة فوردو للتخصيب قرب مدينة قم، فلم تؤكد المصادر الرسمية تعرضها لأضرار حتى الآن، في حين ركزت التصريحات الرسمية على الأضرار التي لحقت بمنشأة نطنز، مما يشير إلى أنها تحملت العبء الأكبر من الهجوم الإسرائيلي.
وتأتي هذه التطورات في سياق تصعيد عسكري إسرائيلي إيراني، وسط متابعة دولية حثيثة لتداعيات الهجمات على الاستقرار الإقليمي، مع توقعات بمزيد من التطورات خلال الأيام القادمة.
ماذا حدث فجر اليوم؟
في تصعيد غير مسبوق، شنّت إسرائيل فجر الجمعة 12 يونيو 2025 عملية عسكرية واسعة ضد أهداف استراتيجية داخل إيران، في أكبر هجوم مباشر بين الطرفين منذ عقود. العملية، التي حملت اسم "الأسد الصاعد"، استهدفت منشآت نووية وقواعد عسكرية ومقار قيادية إيرانية، وأسفرت عن خسائر كبيرة في البنية التحتية والقيادات العسكرية والعلمية الإيرانية.
شارك في الهجوم أكثر من 200 طائرة إسرائيلية، تم خلالها استخدام نحو 300 قنبلة وصواريخ دقيقة وطائرات مسيّرة مفخخة، بحسب مصادر عسكرية إسرائيلية، تحدثت لوسائل إعلام تابعها "المشهد اليمني". وشملت الضربات مواقع بالغة الحساسية مثل منشأتي نطنز وفوردو النوويتين، وقواعد بارشين الجوية، ومنشآت للدفاع الجوي والصواريخ الباليستية.
أكد الجيش الإسرائيلي أن العملية استهدفت "منظومة الصواريخ أرض-أرض التابعة للنظام الإيراني"، وأن الضربات تمت بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة. وأعلنت تل أبيب أنها تعمل وفق "خطة منظمة وتدريجية" لضمان تحقيق أهدافها الاستراتيجية.
في المقابل، أقرّت إيران بسقوط عدد من كبار قادتها العسكريين، بينهم اللواء حسين سلامي، قائد الحرس الثوري، ومحمد باقري، رئيس أركان القوات المسلحة، كما سقط عدد من علماء الذرة البارزين، ما يُعد ضربة قاسية للبرنامج النووي الإيراني.
إيران توعدت برد واسع ومؤلم، وسط تصريحات شديدة اللهجة من كبار قادتها العسكريين، بينما حذرت شخصيات إقليمية ودولية من مخاطر انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة. وفي الوقت نفسه، حذّرت إسرائيل رعاياها في الخارج ودعت إلى توخي الحذر، فيما أغلقت سفاراتها حول العالم تحسبًا لأي ردود انتقامية.
العملية الإسرائيلية فتحت فصلًا جديدًا من المواجهة المباشرة، وسط تحركات عسكرية ودبلوماسية سريعة، وتوقعات برد إيراني وشيك قد يعيد رسم خارطة التوازنات في الشرق الأوسط. هذا التصعيد سيكون محور تغطيات وتحليلات واسعة في الأيام القادمة، وسط ترقب لرد الفعل الإيراني وخيارات المجتمع الدولي في احتواء الأزمة.