المشهد اليمني

بوتين يتدخل وترامب يوقف تهديداته لإيران ويرفض مهاجمتها عسكريا

الأحد 15 يونيو 2025 09:59 مـ 19 ذو الحجة 1446 هـ
الكاتب خالد الذبحاني
الكاتب خالد الذبحاني

توقفت سيل التهديدات التي أطلقها الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" عقب الهجوم الإسرائيلي على إيران، والذي كان قد توعد بأنه سيدعم إسرائيل بكل الأسلحة الأمريكية الأكثر فتكا للقضاء على ما تبقى من " الإمبراطورية الفارسية" حسب تعبيره.


هذه اللهجة النارية والتهديدات المرعبة للرئيس الأمريكي تغيرت جذريا، وانقلبت رأسا على عقب بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل، فبعد ان وصف الهجوم الإسرائيلي على إيران بأنه " ممتاز " وأنه سيمد إسرائيل بالأسلحة الأمريكية الأكثر فتكا، هاهو يتراجع كعادته، ويكتب منشور على موقع التواصل الاجتماعي " تروث سوشيال يقول فيه "لا علاقة للولايات المتحدة بالهجوم على إيران اليوم. ومع ذلك، يمكننا بسهولة التوصل إلى صفقة بين إيران وإسرائيل وإنهاء هذا الصراع الدموي" وأكد أنه لن يهاجم إيران إلا في حالة قامت إيران بمهاجمة اهداف أمريكية، وقال ترامب محذرًا الإيرانيين" إذا قامت إيران بمهاجمة الولايات المتحدة بأي شكل من الأشكال، فإن القوات المسلحة الأمريكية ستنهال عليها بكامل القوة على نطاق لم نشهده من قبل".

فيما كشف موقع "أكسيوس" ان ترامب رفض الاستجابه لطلب إسرائيلي بالانضمام إلى الحرب ضد إيران لتدمير برنامجها النووي"، ولم يشاء القادة الإسرائيليين الكشف عن هذا الرفض الامريكي، لذلك اشاعت وسائل إعلام إسرائيلية بأن أمريكا تدرس الطلب، إلا ان الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد فضح إسرائيل وكشف الرفض الأمريكي، وأكد للقناة "12" أن "البيت الأبيض نفى رسميا أن يكون ترامب يفكر في توجيه ضربة أمريكية، مشيرا إلى أن الوقت الحالي ليس مناسبا لشن هجوم على إيران".


هناك أمر أخر، فخلال المحادثه التي جرت بين ترامب ونظيره الروسي" فلاديمير بوتين" لم يغضب ترامب عندما كشف الرئيس" بوتين" عن موقف روسي حازم وصارم، وأدان بقوة الهجوم الإسرائيلي على إيران ووصفه بالغير مبرر ويخالف كل الاعراف والقوانين الدولية.

ترامب أيضا التزم الصمت ولم يعلق حين عرض عليه الرئيس الروسي الوساطة لوقف هذه الحرب، فقد ذكر مساعد الرئيس الروسي "يوري أوشاكوف" إن بوتين عبر عن إدانته للعملية العسكرية الإسرائيلية ضد إيران، خلال المحادثة الهاتفية التي جرت بينه وبين دونالد ترامب، وأشار أوشاكوف إلى أن ترامب لم يعلق على الوساطة الروسية، واكتفى بوصف الوضع المحيط بإسرائيل وإيران بأنه "مثير للقلق بشدة".


وقناعتي ان اللوبي الصهيوني القوي في أمريكا، وأعضاء الكونجرس الموالين لإسرائيل يدركون إن الهجوم الإسرائيلي على إيران مهما كان قويا وساحقا، فإن إيران تستطيع بمساحتها الكبيرة امتصاص الضربات مهما بلغت قوتها، والعكس تماما بالنسبة للدولة العبرية، فمساحتها الصغيرة لن تحتمل هجوما صاروخيا مستمرا من قبل إيران، فقد اعتادت إسرائيل في انتصاراتها على الحروب الخاطفة والسريعة، أما المواجهة الطويلة فلا قدرة لديها على تحملها، لذلك سيتم الضغط وبقوة على ترامب لوقف هذه الحرب التي يمكن ان تقضي على إسرائيل.


الرئيس ترامب سيحقق مكاسب هائلة إذا تمكن من وقف الحرب، فهو سيظهر وكأنه المنقذ الوحيد لإسرائيل، وبالتالي هذا الأمر سيمنحه ورقة ضغط قوية وسلطة مطلقة ومهيمنة على صلاحيات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والذي لن يجروء بعدها ان يقوم باي عمل جنوني قبل التنسيق مع ترامب والحصول منه على الضوء الأخضر.