المشهد اليمني

لعبة المسيرات المهربة : تقنية أوكرانية تنهي حصون الأعداء من الداخل .. وإسرائيل تتقن اللعبة!

الأحد 15 يونيو 2025 10:30 مـ 19 ذو الحجة 1446 هـ
المسيرات داخل الشاحنات
المسيرات داخل الشاحنات

أصبحت الطائرات المسيّرة الهجومية قوة ضاربة لا يستهان بها في الحروب الحديثة، وباتت تكتيكات استخدامها تتطور بوتيرة سريعة. لكن عندما يتم إطلاق هذه المسيرات من عمق أراضي العدو، كما حدث مؤخرًا في روسيا وإيران، يصبح تأثيرها أكثر تدميرًا، ويُحدث عنصر المفاجأة صدمة حقيقية للدفاعات المستهدفة. هذا التكتيك الجديد، الذي يجمع بين الاستراتيجية العسكرية الكلاسيكية والتكنولوجيا الحديثة، يثبت فعاليته في تغيير قواعد الاشتباك.

كانت أوكرانيا رائدة في هذا النهج قبل أسبوعين، عندما تعرضت أكثر من 40 طائرة حربية روسية لهجوم من سرب مكون من 117 طائرة مسيّرة، تم زرعها سرًا بالقرب من قواعد عسكرية داخل روسيا قبل أشهر، بعضها يبعد آلاف الكيلومترات عن الحدود الأوكرانية. هذا السيناريو تكرر مؤخرًا مع إيران، حيث دُمرت صواريخ وأنظمة اعتراض ودفاع جوي يوم الجمعة الماضي بواسطة طائرات مسيّرة وأسلحة أخرى قام عملاء استخبارات إسرائيليون بتهريبها إلى الداخل في وقت سابق.

لا تزال تفاصيل هذه العمليات السرية وكيفية تنفيذها محاطة بالغموض، وذلك للحفاظ على طرق جمع المعلومات الاستخباراتية ومصادرها. لكن الجنرال الإسرائيلي المتقاعد أساف أوريون، الاستراتيجي الدفاعي في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، وصف النهج الإسرائيلي بأنه منح تل أبيب ميزة حاسمة في هجومها على إيران "لأنه جاء من الجهة اليسرى"، مما يجبر إيران على النظر إلى الداخل بدلًا من الخارج فقط.

وأفاد مسؤولون إسرائيليون أن هذه العملية السرية كانت ثمرة سنوات من العمل الاستخباراتي الشاق، وشملت عمليات كوماندوز معقدة داخل طهران، التي شهدت يوم الجمعة انفجارات طالت مباني سكنية. ويرجح الخبراء أن بعض الطائرات المسيرة المستخدمة كانت من نوع "الكوادكوبتر" الصغيرة، القادرة على حمل قنابل وأسلحة أخرى. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد أن عنصر المفاجأة كان جوهر النجاح في هذا الهجوم.

هذه العمليات، سواء في لبنان (باستخدام أجهزة بيجر ومتفجرات ضد حزب الله)، أو في روسيا، والآن في إيران، تؤكد التغير الجذري في أساليب الحرب بسبب التكنولوجيا المتقدمة. يقول فرزان ثابت، المحلل المختص في شؤون إيران وأنظمة الأسلحة، إن المسيرات مجرد أدوات، لكن طريقة استخدامها تعتمد على "مستوى الحنكة والإبداع"، مشيرًا إلى أنها قد تصبح سلاحًا جذابًا بشكل خاص إذا أمكن تهريبها إلى أراضي العدو كقطع مفككة، مما يصعب اكتشافها.

مع تطور حروب الطائرات المسيّرة، ستتطور أيضًا وسائل التصدي لها، سواء عبر حلول بسيطة مثل تغطية المعدات بأغطية محصنة، أو أنظمة متطورة لإسقاطها أو التشويش عليها. ولا يزال التساؤل قائمًا حول سبب فشل المنظومات الدفاعية الإيرانية المتطورة في اكتشاف الهجمات الأخيرة. ومع ذلك، فإن أوجه التشابه بين عمليات تهريب المسيرات التي نفذتها إسرائيل وأوكرانيا تشير إلى أن هذه التكتيكات ستُستخدم على نطاق واسع في النزاعات المستقبلية، مما يبرز الأهمية المتزايدة للاستخبارات البشرية في هذا العصر التكنولوجي المتقدم.

نيويورك تايمز

كلمات مفتاحية:

مسيرات - طائرات بدون طيار - اختراق أمني - إيران - إسرائيل - روسيا - أوكرانيا - حرب المسيرات - استخبارات - تكتيكات عسكرية - دفاع جوي - عمليات سرية - نيويورك تايمز