المشهد اليمني

صنعاء على صفيح ساخن.. هل سيجرّ التصعيد الإقليمي اليمن إلى نار الحرب؟

الإثنين 16 يونيو 2025 12:16 صـ 20 ذو الحجة 1446 هـ
صنعاء
صنعاء

أثارت مليشيا الحوثي حالة من الذعر والرعب بين صفوف سكان عدد من أحياء العاصمة اليمنية صنعاء، اليوم، حيث انتشرت معلومات غير مؤكدة بين المواطنين تفيد بأن الجماعة المسلحة طالبتهم بإخلاء منازلهم، بحجة وقوع ضربات جوية إسرائيلية وشيكة تستهدف مواقع في المدينة.

وأكدت مصادر محلية أن الحوثيين نشروا دعوات عبر قنوات التواصل الاجتماعي ومن خلال مسلحيهم في الأحياء السكنية، تحث السكان على مغادرة مناطقهم فورًا، دون تقديم أدلة أو تفاصيل دقيقة حول طبيعة هذه التهديدات. واعتبر مراقبون أن هذا التحرك قد يكون استفزازًا مسبقًا لاحتمال وقوع عمليات عسكرية حقيقية، أو محاولة لإحداث بلبلة داخل المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

في سياق متصل، أفادت القناة الإسرائيلية "14" في تقرير لها نشر في وقت سابق، بأن ما وصفته بـ"معركة التصفية في اليمن" قد بدأت بالفعل، مشيرة إلى تنفيذ عمليات استهداف ممنهجة تستهدف قيادات بارزة في جماعة الحوثيين المدعومة من إيران.

وأشار التقرير إلى قائمة أولية بأسماء القيادات الحوثية التي يُعتقد أنها ضمن دائرة الاستهداف، وعلى رأسهم زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، ووزير الدفاع محمد ناصر العاطفي، ورئيس هيئة الأركان محمد عبد الكريم الغماري، بالإضافة إلى القيادي المعروف محمد البخيتي وأسماء أخرى ذات ثقل في التنظيم.

واستعرضت القناة ما وصفته بـ"التحول النوعي" في استراتيجية بعض الجهات الإقليمية والدولية تجاه النفوذ الإيراني في المنطقة، موضحة أن استهداف هذه الشخصيات يأتي ضمن جهود متصاعدة لاحتواء النفوذ الإيراني الذي تمتد جذوره عبر الجماعات المسلحة في اليمن والعراق ولبنان.

وتتزامن هذه التطورات مع تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران وحلفائها في منطقة الشرق الأوسط، مما يفتح الباب أمام احتمالات تصعيد أوسع، ويطرح تساؤلات حول مدى تأثير هذه العمليات على الوضع السياسي والأمني في اليمن، خاصة في ظل تعثر جهود التوصل إلى حل سياسي للصراع المستمر منذ سنوات.

ويأتي ذلك في ظل تصاعد خطاب مليشيا الحوثي التحريضي، وتأكيداتها المتكررة بأنها مستعدة لخوض أي مواجهة إقليمية أو دولية دفاعًا عن مصالحها، وهو ما يزيد من تعقيد المشهد الإنساني والسياسي في بلد منهك تعاني فيه غالبية السكان من أوضاع إنسانية ومعيشية صعبة.