المشهد اليمني

المعادلة تنقلب: الهجوم الأكبر منذ تأسيس إسرائيل

هكذا اخترقت صواريخ إيران منظومات القبة الحديدية الإسرائيلية.. فشل الدفاعات الجوية

الثلاثاء 17 يونيو 2025 12:00 صـ 21 ذو الحجة 1446 هـ
اختراق دفاعات إسرائيل
اختراق دفاعات إسرائيل

في واحدة من أعنف الهجمات التي شهدتها إسرائيل منذ قيامها عام 1948، تعرضت الأراضي المحتلة لهجوم إيراني ضخم شمل أكثر من 300 صاروخ ومسيّرة، أسفر عن دمار وارتباك أمني وعسكري غير مسبوق؛ هذا الهجوم، وفقًا لتقدير الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء فايز الدويري، شكّل علامة فارقة في تاريخ المواجهات بين طهران وتل أبيب، ليس فقط من حيث الكمية، بل من حيث فشل أنظمة الدفاع الإسرائيلية في التصدي له بشكل كامل.

الدويري: الدفاعات الجوية لا تحمي إسرائيل بنسبة 100%

في تحليله الحي عبر شاشة تلفزيونية عربية، شدد اللواء فايز الدويري على أن منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية تعاني من خلل بنيوي يجعل من المستحيل أن توفر حماية مطلقة للأجواء، وهو ما أثبته الهجوم الإيراني الأخير، فرغم التكنولوجيا المتقدمة، فإن نسبة الخطأ تبقى مرتفعة، ما يفتح الباب واسعًا أمام "الثغرات الصاروخية".

"انظر إلى الجزء المليء من الكأس"

بحسب الدويري، لا يمكن الحديث فقط عن نجاح أنظمة الاعتراض دون النظر إلى حجم الأضرار الذي لحق بالبنية التحتية الإسرائيلية، الهجوم الإيراني الأخير، رغم اعتراض عدد كبير من الصواريخ، أدى إلى دمار جزئي يُعد الأول من نوعه منذ نشأة إسرائيل، ما يُظهر هشاشة واضحة في شبكة الدفاعات رغم ما يُصرف عليها من مليارات.

لماذا فشلت إسرائيل؟ تحليل ثلاثي الأبعاد

يفكك الدويري أسباب فشل المنظومات الدفاعية الإسرائيلية في 3 مرتكزات رئيسية:

1. التزاوج الزمني والتكامل النوعي

اعتمدت إيران في هجومها على استراتيجية "المزاوجة الزمنية"، أي إطلاق أنواع متعددة من الأسلحة (مسيرات، صواريخ كروز، باليستية، وفرط صوتية) في وقت متزامن، هذا التكتيك لا يؤدي فقط إلى "إغراق المنظومة"، بل يشتت الرادارات ويجعل من الصعب رصد وتحديد أولويات الأهداف.

وأضاف أن إيران لم تحقق "تزاوجًا كاملًا"، لكنها نجحت نسبيًا، وكان ذلك كافيًا لإحداث الضرر.

2. التصعيد الكمي والنوعي

رصد الدويري أيضًا "تصعيدًا نوعيًا تدريجيًا" من قبل إيران. بدأت العملية بالصواريخ التقليدية والطائرات المسيّرة، ثم انتقلت تدريجيًا إلى استخدام الصواريخ الفرط صوتية ذات السرعة الفائقة والقدرة التدميرية العالية، وهو ما أربك الدفاعات وجعل من التصدي الكامل أمرًا مستحيلًا.

3. التمدد الجغرافي: ضربة في العمق الاستراتيجي

أشار الخبير العسكري إلى أن مركز الثقل الإسرائيلي المستهدف تمركز في الشمال والوسط، حيث تتركز الأبعاد الأمنية والعسكرية والاقتصادية والسياحية. هذا التمدد الأفقي والعمودي في الاستهداف شكل ضغوطًا على أكثر من منطقة في الوقت نفسه.

منظومات الدفاع: نقاط الضعف التقنية

شرح الدويري تركيبة كل منظومة دفاعية بدءًا من "القبة الحديدية"، التي تعمل على ثلاثة مستويات: الرادار، المتابعة، ثم المشاغلة، هذه المنظومة، بحسب تحليله، تعاني من بطء في التقدير البشري والخوارزمي في حالات التشبع الكثيف.

"مقلاع داوود" و"حيتس" و"ثاد": قدرات غير منسقة

رغم أن منظومة "مقلاع داوود" أكثر تطورًا من "القبة الحديدية"، إلا أنها تعتمد أيضًا على الدعم التقني البشري والمجموعات المتعاونة، مما يجعل التنسيق في لحظة الهجوم أمرًا بالغ التعقيد، أما منظومة "حيتس" و"ثاد"، فهي تعتمد على التمييز بين الصواريخ الحقيقية والتمويهية، وتعمل وفق أسلوبين مختلفين:

  • "حيتس" يعتمد على الاصطدام المباشر بالصاروخ

  • "ثاد" يستخدم الانفجار القريب لطرد الهدف بالطاقة الحركية

وهنا يكمن الفارق الجوهري، حيث يتطلب الاصطدام دقة عالية جدًا لا يمكن ضمانها دائمًا.

الهجوم الإيراني: تكتيك جديد في حرب الظل

يرى الدويري أن ما فعلته إيران هو نقلة نوعية في استراتيجيات الردع. فبدلًا من الاكتفاء بالتهديد أو الرد التقليدي، أقدمت طهران على تنفيذ عملية هجومية مكتملة الأركان تستند إلى جمع معلومات دقيق مسبق، إضافة إلى تنسيق تقني على الأرض وفي الجو.

إسرائيل في قلب دائرة القلق

أمام هذا الفشل الدفاعي، يرى الدويري أن إسرائيل الآن دخلت في مرحلة القلق الاستراتيجي، حيث باتت كل شيفرة في أجهزتها العسكرية معرضة للاختراق أو الفشل. الهجوم الأخير كشف ليس فقط عن ضعف في الرد، بل أيضًا عن قصور في التوقع والاستباق، وهما عماد أي منظومة أمن وطني.

هل نحن أمام تغيير قواعد الاشتباك؟

يختم اللواء فايز الدويري بأن الهجوم الأخير ليس مجرد تصعيد عابر، بل يشير إلى إعادة رسم لقواعد الاشتباك في الشرق الأوسط. فبعد عقود من تفوق إسرائيل الجوي والتقني، جاءت إيران لتقول: "لسنا فقط قادرين على الرد، بل قادرون على المبادرة وتحديد الزمان والمكان".

فايز الدويري، الدفاعات الجوية الإسرائيلية، الهجوم الإيراني على إسرائيل، القبة الحديدية، مقلاع داوود، حيتس، صواريخ فرط صوتية، فشل منظومة الدفاع، التزاوج الزمني، التصعيد النوعي، الخطر الإيراني، الردع الإيراني، التمدد الجغرافي، منظومات الدفاع الجوي، ثغرات الشاباك، الاستهداف الإيراني لإسرائيل، تحليل عسكري، خبراء عسكريون، صراع إيران وإسرائيل