المشهد اليمني

قيادي حوثي بارز يحذر من ”المستقبل المجهول”: سقوط إيران سيكون الضربة القاصمة لنا

الخميس 19 يونيو 2025 01:06 صـ 23 ذو الحجة 1446 هـ
عناصر حوثية
عناصر حوثية

في اعتراف نادر ومثير للجدل، أعرب القيادي البارز في ميليشيا الحوثي، محمود الجنيد، عن قلق عميق إزاء مستقبل الجماعة ومشروعها في ظل الأوضاع المتدهورة داخل إيران، الحليف الإقليمي والداعم الرئيسي للمليشيات الحوثية في اليمن.

الجنيد، الذي تقلد مناصب رفيعة سابقة في الدولة اليمنية قبل سيطرة الجماعة على صنعاء، بينها مدير مكتب رئاسة الجمهورية ونائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، نشر سلسلة تدوينات على صفحته الشخصية بموقع "فيسبوك"، وجه فيها تحذيرات علنية وصريحة إلى النظام الإيراني، داعيًا إلى اتخاذ موقف أكثر حزمًا لمواجهة ما وصفه بالتهديدات المُحدقة.

وقال الجنيد: "ما يفيدكمش العويل ولا مناشدات مجلس الأمن.. اللي ينفعكم هو الرد القوي قبل فوات الأوان!"، في إشارة إلى التحركات الدولية التي تكتفي بالتنديد دون اتخاذ إجراءات عملية ضد خصوم إيران.

وأبدى الجنيد انزعاجه من الوضع الداخلي في إيران، ووصفه بأنه "مخيف" و"مرعب"، مشيرًا إلى تصاعد التوترات الأمنية داخل البلاد، ونجاح أعداء طهران – في إشارة غير مباشرة إلى إسرائيل والولايات المتحدة – في تنفيذ عمليات استهداف نوعية طالت مواقع حيوية وقيادات بارزة داخل العمق الإيراني، في وقت تظل فيه الحكومة الإيرانية بلا رد فعل فاعل.

كما أكد أن النشاط الاستخباراتي الإسرائيلي المكثف، خاصةً عبر جهاز "الموساد"، يمثل مؤشرًا خطيرًا على مرحلة قادمة مليئة بالتحديات، قد تقلب موازين القوى في المنطقة بشكل سريع وغير متوقع.

وفي تطور لافت، اعترف الجنيد بأن مليشيا الحوثي ليست سوى امتداد لما وصفه بـ"المشروع الإيراني"، وأن أي انهيار أو تغيير جوهري في النظام الإيراني سينعكس مباشرةً على مصير الجماعة والمحاور المرتبطة بها، قائلاً إن "سقوط النظام الإيراني سيكون الضربة القاصمة لما تبقى من هذا المحور في المنطقة".

ولم يكتفِ الجنيد عند هذا الحد، بل توقع تدخلًا أمريكيًا مباشرًا في المواجهة الإقليمية، مما قد يُسهم في تسريع وتيرة انهيار النفوذ الإيراني في المنطقة. وشدد على أن "إذا ما فيش رد قوي، سقوط النظام الإيراني بيكون مسألة وقت فقط."

تأتي هذه التصريحات في ظل تصاعد التوترات بين إيران وخصومها، وسط تصاعد التكهنات حول هشاشة الوضع الداخلي في الجمهورية الإسلامية، وسط ضغوط اقتصادية واحتجاجات متكررة، بالإضافة إلى التهديدات الأمنية والاستخباراتية التي تستهدف البنية العسكرية والنظام الحاكم.

ويُعد هذا التصريح بمثابة انكشاف غير مسبوق من داخل صفوف مليشيا الحوثي، إذ يكشف عن مدى الارتهان الكامل للجماعة لمصالح طهران، ويطرح أسئلة حساسة حول مصير الجماعة ومستقبلها السياسي في حال حدوث تحوّل دراماتيكي في المشهد الإيراني.