المشهد اليمني

مكون شائع في مشروبات الطاقة قد يصبح مصدر قلق صحي خطير

هل مشروبات الطاقة تغذي السرطان؟ دراسة جديدة تربط التورين بسرطان الدم

الجمعة 20 يونيو 2025 11:07 مـ 24 ذو الحجة 1446 هـ
أضرار مشروبات الطاقة
أضرار مشروبات الطاقة

في مفاجأة علمية مثيرة للجدل، حذرت دراسة طبية حديثة من أن التورين، وهو حمض أميني شهير موجود في العديد من مشروبات الطاقة، قد يسهم في تسريع نمو نوع خطير من السرطان، وهو سرطان الدم المعروف باللوكيميا، الدراسة التي أجراها باحثون من المركز الطبي بجامعة روتشستر، كشفت عن آلية محتملة تجعل من هذا المركب الغذائي محفزًا خطيرًا في نمو الخلايا السرطانية.

هل التورين حمض أميني ذو وجهين؟

يُنتج التورين طبيعيًا داخل الجسم، ويوجد بكميات معتبرة في مصادر غذائية مثل اللحوم والأسماك، إلا أن تركيزه يصبح مرتفعًا للغاية عند استهلاك مشروبات الطاقة الشائعة، ورغم أن للتورين فوائد معروفة في دعم المناعة ووظائف القلب، إلا أن الدراسة الجديدة طرحت احتمالًا مقلقًا، مفاده أن خلايا اللوكيميا تستغل التورين كمصدر وقود لتسريع انقسامها وتوسعها داخل نخاع العظم.

آلية خطيرة الخلايا تسرق التورين لتكبر

حلل الباحثون سلوك خلايا اللوكيميا ووجدوا أنها تمتص التورين من البيئة المحيطة بها في نخاع العظم، وتستخدمه كمصدر طاقة يسرّع نموها، وبتجربة علمية دقيقة على نماذج فئران حُقنت بخلايا لوكيميا بشرية، أثبت الفريق البحثي أنه بمجرد قطع إمداد التورين، توقّف نمو الخلايا السرطانية بشكل ملحوظ، مما يعزز من فرضية إمكانية استهداف التورين في المستقبل كمسار علاجي جديد.

مشروبات الطاقة في دائرة الاتهام

أشار الفريق إلى أن مشروبات الطاقة قد تحتوي على تركيزات عالية من التورين تفوق النسب الغذائية الطبيعية، وهو ما يجعلها مصدر قلق متجدد، خاصةً لمن لديهم استعداد وراثي أو ضعف في المناعة، ورغم أن هذه النتائج ما تزال أولية، فإنها تضع علامات استفهام حول الإفراط في استهلاك هذه المشروبات دون وعي صحي.

وجه آخر للتورين دعم مناعي أم خطر سرطاني؟

الغريب أن التورين لا يُصنف دائمًا كمادة ضارة، فقد أظهرت دراسات سابقة أنه يساهم في مقاومة سرطانات معينة مثل سرطان المعدة، ما يؤكد أن تأثيره يختلف حسب نوع السرطان والبيئة الخلوية المحيطة.

فهم أعمق لتمثيل الغذاء في الخلايا السرطانية

تقول الدراسة إن التغيرات الجينية ليست وحدها من يتحكم في سلوك الخلايا السرطانية، بل أيضًا آليات التمثيل الغذائي التي تتبناها هذه الخلايا للبقاء، وتُعرف هذه العملية بـ"إعادة البرمجة الاستقلابية"، وتُعد سمة شائعة بين أنواع السرطان العدوانية، وتحديدًا في سرطانات الدم.

هل نشهد علاجًا جديدًا للوكيميا؟

أعرب الفريق البحثي عن حماسه لاكتشاف هذه الآلية التي قد تفتح آفاقًا علاجية واعدة، حيث يمكن تطوير أدوية تمنع خلايا اللوكيميا من امتصاص التورين وبالتالي تجويعها ومنعها من التكاثر، ويأمل الباحثون أن يؤدي هذا التوجه إلى تحسين نتائج العلاج للمرضى المصابين بسرطان الدم النخاعي، وهو أحد الأنواع السريعة الانتشار وصعبة الاستجابة للعلاجات التقليدية.

تحذير صحي لا داعي للهلع ولكن وجب الحذر

لا تدعو الدراسة إلى الامتناع الفوري عن استهلاك التورين أو مشروبات الطاقة، لكنها تسلط الضوء على الحاجة إلى مزيد من البحث، خاصةً في ضوء العلاقة المحتملة بين استهلاك التورين ونمو السرطان في بيئة نخاع العظم.

ويختم الباحثون بالقول: «ربما يكون وقف دخول التورين إلى الخلايا السرطانية خطوة بسيطة لكنها فعالة في وقف اللوكيميا، وهذه خطوة لا يمكن تجاهلها في أبحاث علاج السرطان المستقبلية».

التورين، سرطان الدم، اللوكيميا، مشروبات الطاقة، أضرار مشروبات الطاقة، أبحاث السرطان، التمثيل الغذائي للسرطان، حمض التورين، علاج اللوكيميا، نمو الخلايا السرطانية، نخاع العظم، طفرات جينية، إعادة البرمجة الاستقلابية، الوقاية من السرطان، أضرار التورين