تحول جذري في التوصيات الطبية بشأن فحص سرطان الثدي
الفحص الذاتي للثدي لم يعد ضروريًا: ما البديل الذي ينصح به الأطباء؟

في خطوة لافتة ضمن التحديثات الطبية الحديثة، لم تعد الهيئات الصحية توصي بإجراء الفحص الذاتي المنزلي للثدي بوصفه وسيلة فعالة للكشف المبكر عن سرطان الثدي، وهو ما يشكل تحولًا كبيرًا في التوصيات التي طالما شجعت النساء على تفقد أثدائهن بشكل دوري.
من الفحص الذاتي إلى الوعي الذاتي نقلة في نهج التشخيص
لفترة طويلة، ارتبط مفهوم الوقاية من سرطان الثدي بالفحص الذاتي المنزلي، الذي يتطلب من النساء جسّ الثديين بانتظام للتأكد من غياب التكتلات أو التغيرات، إلا أن الدراسات الحديثة أظهرت أن هذا النوع من الفحص الذاتي لم يسهم في تقليل معدلات الوفاة ولا في الكشف المبكر الفعّال، بل على العكس، أدى إلى زيادة ملحوظة في نتائج الفحوص الإيجابية الكاذبة، مما سبب توترًا نفسيًا وخضوعًا غير ضروري لإجراءات تشخيصية مثل الخزعات.
دور الوعي الذاتي مراقبة غير منهجية لكن فعالة
بديل الفحص الذاتي التقليدي هو ما يُعرف اليوم بـ"الوعي الذاتي بالثدي"، وهو ممارسة غير رسمية تدعو المرأة إلى الانتباه الدوري لشكل وقوام ثدييها من دون خطوات منهجية محددة، لا يتطلب هذا الفحص أدوات أو تقنيات خاصة، بل يعتمد على مراقبة التغيرات أثناء الاستحمام أو تغيير الملابس.
التغيرات التي تستحق الانتباه:
-
ظهور كتل أو مناطق قاسية
-
تغير في لون الجلد أو ملمسه
-
انتفاخ في العقد اللمفاوية تحت الإبط أو حول الترقوة
-
تغيرات في شكل الحلمة أو خروج إفرازات
أي من هذه المؤشرات يستدعي استشارة الطبيب، لكنها لا تغني عن الفحوص الطبية المنتظمة.
متى تبدأ الفحوص المنتظمة؟
تختلف التوصيات الطبية حول توقيت تكرار تصوير الثدي، لكن هناك اتفاق على ضرورة إجراء فحوص شعاعية دورية تبدأ من سن الأربعين أو قبل ذلك في حال وجود عوامل وراثية مثل إصابة الأم أو الجدة بسرطان الثدي، وفيما يلي أبرز التوصيات:
-
فريق الخدمات الوقائية الأمريكي: كل عامين للنساء بين 40 و74 عامًا
-
الكلية الأمريكية لأطباء النساء والتوليد: بدءًا من سن 40 كل عام أو عامين حتى سن 75
-
جمعية السرطان الأمريكية: فحص سنوي من 45 إلى 54، ثم كل عامين بعد 55
الاختبارات الجينية لعوامل الخطر المرتفعة
عند وجود قصة عائلية للإصابة بسرطان الثدي أو المبيض، يمكن اللجوء إلى اختبارات جينية للكشف عن طفرات في جينات مثل BRCA-1 وBRCA-2، والتي ترفع احتمالية الإصابة بشكل كبير، وفي هذه الحالات، يُنصح ببدء الفحوص الشعاعية في سن مبكرة تحت إشراف طبي دقيق.
ما أهمية هذا التحول؟
الانتقال من الفحص الذاتي إلى الوعي الذاتي لا يعني تجاهل صحة الثدي، بل يعكس فهمًا أعمق لما هو فعّال بالفعل في الوقاية من السرطان، الاكتفاء بالفحص الذاتي أثبت عدم جدواه، بينما يساعد الوعي الذاتي في الكشف عن التغيرات الحقيقية عند حدوثها، ليرافقه تدخل طبي مبكر مدعوم بتقنيات التصوير الحديثة.
لا يكفي الاكتفاء بمراقبة التغيرات الجسدية، بل يجب دائمًا متابعتها عبر فحوص شعاعية واستقصاءات تشخيصية دقيقة، والقرار الطبي لا يُتخذ بناءً على وجود كتلة فقط، بل على تحليل شامل للحالة يضمن تشخيصًا مبكرًا وخطة علاج فعالة عند الضرورة.
سرطان الثدي، الفحص الذاتي للثدي، الوعي الذاتي، الكشف المبكر عن السرطان، تصوير الثدي، تصوير الثدي بالأشعة، BRCA، سرطان المبيض، فحوص سرطان الثدي، توصيات طبية جديدة، الرعاية الصحية للمرأة، نتائج إيجابية كاذبة، التصوير بالرنين المغناطيسي، عوامل الخطر الوراثية، سرطان الثدي الوراثي