المشهد اليمني

مؤشرات تبدأ من اللثة والأسنان

داء السكري وصحة الفم .. علاقة خفية لكنها خطيرة

الجمعة 20 يونيو 2025 11:58 مـ 24 ذو الحجة 1446 هـ
داء السكري
داء السكري

غالبًا ما تكون أمراض الفم والأسنان أولى علامات الإصابة بداء السكري أو مقدماته، إذ يواجه المصابون بالسكري خطرًا أكبر لتسوس الأسنان وأمراض اللثة والعدوى الفطرية، ويصل الأمر في بعض الحالات إلى فقدان الأسنان وتآكل عظام الفك، المفاجئ أن طبيب الأسنان قد يكون أول من يلاحظ وجود مشكلات مرتبطة بارتفاع سكر الدم، حتى قبل تشخيص المرض رسميًا.

لماذا يؤثر السكري على صحة الفم؟

يرتبط ارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل مباشر بزيادة البكتيريا في الفم، ما يجعل بيئة الفم أكثر عرضة للالتهابات والتقرحات والجفاف، كما أن بعض أدوية السكري، خاصة تلك المرتبطة بالاعتلال العصبي، تسبب جفاف الفم كأثر جانبي، مما يفاقم المشكلات الفموية، التدخين بدوره يزيد من احتمالات الإصابة، خصوصًا لدى المصابين بالسكري.

السكري وأمراض اللثة حلقة مفرغة

مرضى السكري معرضون بنسبة أعلى للإصابة بالتهاب اللثة، وهو ما يتسبب في تورم اللثة، ونزيفها، وظهور خراجات قد تؤدي إلى مشكلات أكبر مثل تآكل عظام الفك، الغريب أن العلاقة هنا متبادلة، إذ تشير الدراسات إلى أن علاج التهاب اللثة قد يساعد أيضًا في تحسين ضبط مستويات السكر في الدم.

مشكلات شائعة تظهر في الفم بسبب السكري

تشمل المضاعفات الأكثر شيوعًا:

  • رائحة فم كريهة مستمرة

  • جفاف الفم

  • تقرحات وعدوى فطرية «القلاع الفموي»

  • تأخر التئام الجروح

  • تغيرات في التذوق

  • فقدان العظم المحيط بالأسنان

اختلاف المضاعفات حسب نوع السكري

بيّنت دراسة حديثة أن مرضى السكري من النوع الأول يواجهون خطرًا أكبر للإصابة بأمراض اللثة مقارنة بالنوع الثاني، بسبب تقلبات سكر الدم الحادة التي يعانون منها، ومع طول مدة الإصابة بالسكري، تتزايد فرص ظهور المضاعفات الفموية.

أعراض يجب الانتباه إليها

قد تكون هذه الأعراض دليلًا على وجود مشكلة فموية ناتجة عن السكري:

  • نزيف اللثة، خاصة أثناء تنظيف الأسنان

  • انحسار اللثة أو تخلخل الأسنان

  • رائحة فم كريهة رغم النظافة

  • احمرار أو تورم اللثة

  • تغير في ترتيب الأسنان أو تطابقها

الوقاية تبدأ من ضبط السكر

الوسيلة الأهم لتجنب مشكلات الأسنان لدى مرضى السكري هي ضبط مستويات السكر في الدم، إلى جانب:

  • تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط يوميًا

  • استخدام غسول فم مناسب

  • زيارة طبيب الأسنان دوريًا

  • الإفصاح عن الإصابة بالسكري خلال الفحوصات

  • تجنب التدخين

  • متابعة مستويات السكر التراكمي

هل تتطلب هذه الحالات علاجًا خاصًا؟

نعم، تختلف طرق العلاج بحسب نوع المشكلة وشدتها. في حالات التهاب اللثة مثلًا، يُجرى تنظيف عميق للأسنان (التقليح وكشط الجذور)، مع وصف مضادات حيوية للوقاية من العدوى، وقد يحتاج المريض إلى عناية فموية مضاعفة حال وجود خراجات أو تآكل في العظام.

صحة فمك مرآة لمستويات السكر في دمك

يجب ألا يُنظر إلى صحة الفم بمعزل عن مرض السكري. فالعناية اليومية بالأسنان، إلى جانب السيطرة على سكر الدم، تُعدّان خط الدفاع الأول للوقاية من مضاعفات فموية قد تكون خطيرة على المدى الطويل، والتواصل المستمر بين المريض وطبيبه وطبيب الأسنان يضمن خطة علاجية متكاملة تحافظ على صحة الفم والجسم معًا.

مرض السكري، صحة الأسنان، أمراض اللثة، تسوس الأسنان، القلاع الفموي، جفاف الفم، مضاعفات السكري، رائحة الفم الكريهة، طبيب الأسنان، ارتفاع السكر في الدم، السكر التراكمي، نزيف اللثة، صحة الفم، التهاب اللثة، فقدان الأسنان