المشهد اليمني

شباب حارة بعدن يبتدعون وسيلة غريبة لمجابهة الحر... والحناء البديل!

الثلاثاء 24 يونيو 2025 12:01 صـ 28 ذو الحجة 1446 هـ
الحناء
الحناء

في مشهد غريب وغير تقليدي، نظم عدد من شباب إحدى حارات منطقة كريتر، مساء اليوم، ما يمكن تسميته بـ"حنة جماعية"، وذلك كوسيلة للهروب من شدة ارتفاع درجات الحرارة التي تسيطر على الأجواء في المدينة منذ أيام.

وأظهرت مقاطع فيديو وصور التقطها بعض المارة، مجموعة من الشباب وهم يجلسون في ساحة خارجية ضمن حارة شعبية، ويقومون بتوزيع الحناء على بعضهم البعض، وفرشها على الأذرع والأرجل والصدور، في جلسة تجميل غير اعتيادية، تحولت إلى حدث اجتماعي مفعم بالمرح والتضامن.

ويُعتقد أن الفكرة جاءت كرد فعل عفوي من الشباب للتخفيف من تأثير الحرارة المرتفعة، خاصة مع انعدام مصادر التبريد كالكهرباء والمراوح في كثير من المنازل، فكانت الحناء هي البديل الذي يعطي إحساساً مؤقتاً بالبرودة والراحة.

وقال أحد المشاركين في الجلسة، طالباً عدم ذكر اسمه: "الفكرة كانت بسيطة، كل واحد جاب قليل من الحناء، وبينا بنضحك ونتسلّى بدأنا نضعها على بعض، وتحول الموضوع لحفلة زفاف وسط الحارة. حتى صوتنا أصبح يشبه صوت العرس".

وأضاف آخر مازحاً: "درحة الحر دفعتنا نستخدم الحناء بطريقة مختلفة، وما كنا نتوقع أنها تريحنا كهذا الشكل. حتى الشياطين هربت من الحر ووقفت تشوف كيف نحن".

الحدث أثار تفاعلاً واسعاً بين أهالي الحارة، حيث رأى البعض فيه نوعاً من الإبداع الشعبي البسيط في مواجهة الظروف الصعبة، فيما اعتبره آخرون مجرد لحظة هروب مؤقت من الواقع، لكنها تعكس مدى تأثر المواطنين بموجة الحر الشديدة.

وتأتي هذه المبادرة في ظل استمرار ارتفاع درجات الحرارة في عدن، والتي تجاوزت في بعض الأيام 45 درجة مئوية، وسط نقص حاد في موارد الطاقة الكهربائية، وعدم توفر وسائل التبريد الأساسية لدى غالبية السكان.

وبغض النظر عن الفائدة الفعلية للحناء في خفض درجة الحرارة، إلا أن هذا الحدث البسيط قد يكون له صدى كبير في النفوس، إذ حوّل المعاناة إلى لحظة فرح، واستعاد من خلاله الشباب أجواء التكافل المجتمعي في وجه التحديات.