المشهد اليمني

فيتامين ب وألزهايمر.. هل يحمل هذا الفيتامين أملًا في مواجهة الخرف؟

الإثنين 23 يونيو 2025 11:58 مـ 27 ذو الحجة 1446 هـ
فيتامين ب
فيتامين ب

مع تزايد أعداد المصابين بالخرف حول العالم، لا سيما مع تقدم العمر، تتجه الأبحاث العلمية لاستكشاف كل السبل الممكنة للوقاية من هذا المرض المعقّد الذي تتعدى تأثيراته الصحية حدوده لتشمل أعباء اجتماعية واقتصادية ضخمة.

بحسب الإحصاءات، يعاني شخص من كل مئة في الفئة العمرية بين 65 و69 عامًا من الخرف، بينما يرتفع المعدل بشكل مقلق ليصل إلى واحد من كل ستة أشخاص ممن تجاوزوا الثمانين عامًا.

ويُعزى معظم حالات الخرف لدى كبار السن إلى مرض ألزهايمر، الذي يتسبب في تكتلات بروتينية غير طبيعية بين خلايا الدماغ، بالإضافة إلى تراكم التشابكات الليفية العصبية التي تدمّر الخلايا العصبية من الداخل.

فيتامين ب يدخل المشهد

رغم العقود الطويلة من الأبحاث، لم يُتوصل بعد إلى علاج فعّال يوقف تقدم ألزهايمر أو يبطئه بشكل ملموس، غير أن الأمل يتجدد مع اكتشاف علاقة بين فيتامين ب ومستويات مركب الهوموسيستين في الجسم، الذي يلعب دورًا خفيًا في زيادة خطر الإصابة بالخرف.

الهوموسيستين هو حمض أميني يتسبب ارتفاع مستوياته في تلف الأوعية الدموية، ما قد يؤدي إلى أمراض القلب والسكتات الدماغية، كما أظهرت دراسات حديثة ارتباطه بانكماش حجم الدماغ وزيادة تراكم التشابكات الليفية المرتبطة بألزهايمر.

كيف يُسهم فيتامين ب في الوقاية؟

يُعد فيتامين ب12 وحمض الفوليك من العناصر الأساسية التي يحتاجها الجسم لتحويل الهوموسيستين إلى مركبات غير ضارة، ونظرًا لأن الهوموسيستين لا يُمتص من الغذاء مباشرة، فإن نقص فيتامين ب يؤدي تلقائيًا إلى ارتفاع مستوياته، وهو ما يشكل خطرًا صامتًا على صحة الدماغ.

أظهرت تجربة سريرية بارزة تُعرف باسم "VITACOG"، أن تناول مكملات فيتامين ب لدى الأشخاص الذين يعانون بالفعل من ارتفاع الهوموسيستين ساعد في إبطاء تقلص الدماغ، لا سيما في المناطق المرتبطة بذاكرة الإنسان وتطور ألزهايمر.

الجدل العلمي مستمر

رغم النتائج الواعدة لتجربة VITACOG، لم تسلم فكرة استخدام فيتامين ب للوقاية من ألزهايمر من الجدل، إذ أشارت تحليلات تلويّة موسعة لعدة تجارب سابقة إلى عدم وجود تأثير ملحوظ لمكملات فيتامين ب على تراجع الوظائف المعرفية، خاصة لدى عموم السكان أو مرضى ألزهايمر من دون التمييز بين مستويات الهوموسيستين لديهم.

ومع ذلك، يرى العلماء أن تلك التحليلات لم تُصمم خصيصًا لدراسة تأثير خفض الهوموسيستين، ما يجعل نتائجها غير حاسمة تمامًا.

الوقاية تبدأ بالتشخيص المبكر

يؤكد خبراء الأعصاب أن السبيل الأنجح للوقاية من الخرف لا يقتصر على المكملات الغذائية فقط، بل يبدأ بتشخيص مبكر للأفراد الأكثر عرضة للمرض، سواء عبر الفحوص الجينية، أو الكشف عن مستويات الهوموسيستين، أو غيرها من المؤشرات الحيوية التي لا تزال قيد التطوير.

كما تسلط الأبحاث الضوء على أهمية تحسين نمط الحياة والتعليم، والحد من إصابات الرأس، باعتبارها عوامل بيئية تساهم في الوقاية من ألزهايمر.

خطوة نحو أمل جديد

رغم تضارب الدراسات، يتفق كثير من الخبراء على أن تجاهل الأثر المحتمل لفيتامين ب، خاصة لدى من يعانون ارتفاع الهوموسيستين، قد يُعد تفويتًا لفرصة حقيقية لإبطاء الخرف.

لذا، تدعو الأوساط الطبية إلى تجارب دقيقة، واسعة النطاق، تركز على هذه الفئة تحديدًا، لاختبار مدى قدرة فيتامين ب على إحداث فرق حقيقي في مقاومة ألزهايمر وتأخير ظهور أعراضه، لعلها تفتح الطريق أمام وقاية فعّالة تساهم في كبح هذا المرض الذي يُعد أحد أبرز تحديات الصحة العامة عالميًا.

فيتامين ب وألزهايمر، علاج الخرف، الوقاية من ألزهايمر، الهوموسيستين والخرف، علاقة فيتامين ب بالخرف، تجربة VITACOG، فيتامين ب12 وحمض الفوليك، تقلص الدماغ وألزهايمر، أبحاث ألزهايمر، الخرف وأسباب الهوموسيستين، التشابكات الليفية العصبية، أدوية ألزهايمر، الوقاية من الخرف، مكملات فيتامين ب، خطر الخرف وكبار السن