المشهد اليمني

من قاعدة سرية إلى مركز قيادة عالمي.. قصة ”العديد” من التأسيس إلى الاستهداف

الثلاثاء 24 يونيو 2025 12:51 صـ 28 ذو الحجة 1446 هـ
قاعة العديد
قاعة العديد

في خطوة تعكس تصاعد التوتر الإقليمي، استهدفت إيران، يوم الإثنين، قاعدة "العديد" الجوية في قطر، والتي تُعد من أكثر المنشآت العسكرية الأميركية تحصينًا في منطقة الخليج. وتشكّل القاعدة مركز الثقل الإقليمي للقيادة المركزية الأميركية، وتضم قرابة 10 آلاف جندي أميركي، إلى جانب قوات قطرية وبريطانية.

ووفقًا لما أوردته صحيفة نيويورك تايمز، فإن قاعدة "العديد" تتمتع بموقع استراتيجي وقدرات دفاعية متقدمة، حيث تحتوي على مجموعة متكاملة من أنظمة الدفاع الجوي، إضافة إلى مركز للعمليات الجوية المشتركة يُعتبر العمود الفقري للمهام الأميركية في المنطقة، ويغطي مجال عملياته نحو 21 دولة تمتد من شمال شرق إفريقيا إلى وسط وجنوب آسيا.

بنية استراتيجية وتاريخ حافل

أنشأت قطر القاعدة عام 1996، وواصلت منذ ذلك الحين تطويرها وتوسعتها بوتيرة متسارعة، بتكلفة إجمالية تجاوزت 8 مليارات دولار.

وتُستخدم القاعدة حاليًا بشكل مشترك من قِبل القوات المسلحة القطرية، والجيش الأميركي، وسلاح الجو الملكي البريطاني، ما يعزز من مكانتها كمركز تعاون دفاعي إقليمي ودولي.

بدأت الولايات المتحدة باستخدام "العديد" بشكل موسع عقب هجمات 11 سبتمبر 2001، حيث تحولت إلى منصة رئيسية لانطلاق العمليات ضد تنظيم "القاعدة" في أفغانستان. وفي عام 2003، أصبحت القاعدة مركزًا رئيسيًا للعمليات الجوية الأميركية في الشرق الأوسط.

وخلال حربي العراق وأفغانستان، لعبت القاعدة دورًا محوريًا في تنسيق المهام العسكرية، بما في ذلك الضربات الجوية ومهام المراقبة والدعم اللوجستي، باستخدام أسطول متنوع من الطائرات يتضمن مقاتلات متقدمة، وقاذفات بعيدة المدى، وطائرات مسيّرة، وأخرى للتزود بالوقود في الجو.

محور لوجستي في أوقات الأزمات

برزت "العديد" أيضًا كنقطة محورية في عمليات الإجلاء الأميركية من أفغانستان عام 2021، عندما ساهمت في إجلاء عشرات الآلاف من الأفغان والمواطنين الأميركيين في أعقاب الانسحاب الأميركي من كابل.

ويؤدي مركز العمليات الجوية المشتركة داخل القاعدة دورًا بالغ الأهمية في إبراز القوة الجوية الأميركية في المنطقة، من خلال التنسيق مع الحلفاء وتنفيذ مهام استراتيجية عابرة للحدود.

كما تستضيف القاعدة عددًا من القيادات العسكرية الأميركية، بما فيها وحدات من قيادة القوات الخاصة، ما يعكس تطورها إلى مركز متكامل للقيادة والسيطرة في منطقة الشرق الأوسط.

من السرية إلى العلن

الجدير بالذكر أن موقع القاعدة ظل طيّ الكتمان حتى عام 2013، حين قرر وزير الدفاع الأميركي آنذاك، تشاك هيغل، رفع السرية عنها، ما سلط الضوء على أهميتها المتزايدة في الاستراتيجية العسكرية الأميركية في المنطقة.

تأتي الهجمات الأخيرة لتضع هذه القاعدة الاستراتيجية مجددًا في دائرة الضوء، وسط مخاوف من تصاعد التوترات الإقليمية وتوسّع دائرة الاشتباك العسكري، في وقت تتزايد فيه أهمية "العديد" كركيزة أساسية في السياسة الدفاعية الأميركية بالشرق الأوسط.