المشهد اليمني

قافلة طبية عاجلة تنقذ أهالي الوازعية من كارثة الأوبئة المتسارعة بتعز

الثلاثاء 24 يونيو 2025 09:54 مـ 28 ذو الحجة 1446 هـ
قافلة طبية
قافلة طبية

تشهد مناطق وقرى مديرية الوازعية، بمحافظة تعز، تدهورًا حادًّا في الوضع الصحي نتيجة انتشار متسارع للأمراض والأوبئة القاتلة التي باتت تهدد حياة السكان في ظل ضعف البنية التحتية الصحية وعدم قدرة المرافق الطبية على مواجهة هذا الانتشار الخطير.

وفي ظل هذه الظروف الصعبة، أطلق أبناء المديرية والسلطة المحلية نداءات استغاثة عاجلة لإنقاذ السكان من الكارثة الصحية المتربصة، بعد أن أصبحت الأمراض مثل الكوليرا والحُميات (الضنك، والملاريا، وحمى التيفوئيد) منتشرة بشكل واسع، وسط بيئات غير صحية ونقص تام في الدعم الطبي والعلاجات المنقذة للحياة.

استجابة فورية من المقاومة الوطنية

وفي خطوة إنسانية سريعة ونبيلة، استجابت خلية الأعمال الإنسانية التابعة للمقاومة الوطنية، عبر دائرة الخدمات الطبية، لهذا النداء العاجل، وأرسلت الثلاثاء الماضي قافلة طبية طارئة إلى مكتب الصحة والمراكز الصحية بمديرية الوازعية، وذلك تنفيذًا لتوجيهات عضو مجلس القيادة الرئاسي، قائد المقاومة الوطنية ورئيس مكتبها السياسي، العميد طارق محمد عبد الله صالح.

وضمت القافلة الطبية كميات كبيرة من المستلزمات الطبية والمحاليل الخاصة بمواجهة وباء الكوليرا والحُميات المنتشرة، في محاولة للحد من تفاقم الوضع الصحي، خاصة مع تسجيل حالات إصابة جديدة يوميًا دون وجود إمكانات طبية كافية للتعامل مع الحالة الوبائية.

جهود متواصلة لدعم القطاع الصحي

وأكد الدكتور طارق العزاني، مدير دائرة الخدمات الطبية في المقاومة الوطنية، أن إرسال القافلة يأتي في إطار الاستجابة السريعة لتوجيهات العميد طارق صالح، وضمن الجهود المستمرة لدعم القطاع الصحي في المناطق المحررة، التي تعاني من ضعف شديد في البنية التحتية الطبية وانعدام الموارد المالية والبشرية.

وأوضح العزاني أن دائرة الخدمات الطبية تعمل على مدار الساعة بالتنسيق مع السلطات المحلية ومكاتب الصحة لتأمين الدعم اللازم للمراكز الصحية، وتعزيز جاهزيتها لمواجهة الأوبئة المنتشرة، مشيرًا إلى أن هذه القافلة تأتي ضمن سلسلة من التدخلات الإنسانية التي تستهدف تخفيف المعاناة عن كاهل المواطنين وتقوية المنظومة الصحية المحلية.

تقدير رسمي وشعبي واسع

بدوره، ثمّن مدير عام مديرية الوازعية، علي سيف الظرافي، هذه المبادرة الإنسانية الكريمة، معبرًا عن عميق تقديره للدور الإيجابي الذي يلعبه العميد طارق صالح في دعم مختلف القطاعات الخدمية والصحية، وخاصة في المديريات المحررة التي تحتاج إلى تدخلات عاجلة في مختلف المجالات.

من جانبه، أشار الدكتور رباش أحمد صالح، مدير مكتب الصحة بالمديرية، إلى أن القافلة الطبية سيكون لها أثر كبير في تعزيز قدرات المرافق الصحية في مواجهة الأوبئة، خاصة في ظل النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، وغياب أي مستشفى مركزي متخصص يمكنه التعامل مع الحالات الطارئة.

نداء للاستمرار في التدخلات الطبية

وأعرب المواطنون والسلطات المحلية عن شكرهم وامتنانهم البالغ للجهود الإنسانية التي تبذلها المقاومة الوطنية بقيادة العميد طارق صالح، داعين إلى الاستمرار في تقديم الدعم الطبي العاجل، لا سيما في ظل تصاعد عدد الإصابات اليومية بالأمراض المعدية، واستمرار تردي البيئة العامة.

مسؤولية إنسانية ووطنية

وتؤكد هذه الاستجابة الإنسانية السريعة التزام المقاومة الوطنية بمسؤولياتها الأخلاقية والوطنية تجاه أبناء المناطق المحررة، كما تعكس حرص القيادة السياسية والعسكرية على العمل بجدية لتحسين الأوضاع الإنسانية والمعيشية للمواطنين، ومساندة الكوادر الطبية في معركتها ضد الأوبئة.

ويأمل أبناء مديرية الوازعية أن تكون هذه القافلة بداية لتدخلات أوسع تشمل إعادة تأهيل البنية التحتية الصحية، وإنشاء مركز صحي أو مستشفى مركزي قادر على استقبال الحالات الحرجة، بما يسهم في إنقاذ المزيد من الأرواح وبناء مستقبل صحي أفضل.