المشهد اليمني

منظمات أممية تحذر من تدهور واسع في الأوضاع الزراعية باليمن وسط تفاقم الجفاف وارتفاع درجات الحرارة

الخميس 26 يونيو 2025 12:00 صـ 1 محرّم 1447 هـ
الزراعة في اليمن
الزراعة في اليمن

دقت منظمات أممية ناقوس الخطر محذرةً من تدهور واسع النطاق في الأوضاع الزراعية في اليمن خلال الفترة المقبلة، مما ينذر بتداعيات كارثية على الأمن الغذائي وسبل العيش في المناطق الريفية.

جاء هذا التحذير في ظل استمرار الجفاف وارتفاع درجات الحرارة غير المسبوقة التي تشهدها البلاد.

تفاصيل صادمة من تقرير "الفاو"

أفادت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) في تقريرها "تحديث الأرصاد الجوية الزراعية" لشهر مايو، والصادر اليوم الأربعاء، بأن اليمن قد شهد خلال الفترة الأخيرة جفافًا واسع النطاق تزامن مع درجات حرارة أعلى من المعدلات الطبيعية.

ووفقًا للتقرير، اقتصرت الأمطار على هطولات محلية في بعض المرتفعات، فيما بقيت المناطق الشرقية والساحلية دون أي هطولات تذكر، مما فاقم الأزمة المائية.

نقص الأمطار وارتفاع الحرارة يهددان المحاصيل

كشف التقرير أن نسبة النقص في معدلات الأمطار تراوحت بين 10% و25% مقارنة بالمعدلات الموسمية، مع استثناءات إيجابية محدودة في شمال محافظة حجة، وسقطرى، والمهرة.

الأسوأ من ذلك، تجاوزت درجات الحرارة 42 درجة مئوية في المناطق الشرقية والساحلية، مما أدى إلى زيادة التبخر والنتح، وانخفاض حاد في رطوبة التربة.

هذا الوضع أدى إلى تعرّض المحاصيل لإجهاد كبير، حتى في مناطق المرتفعات المعروفة ببرودتها النسبية، مما يهدد بشكل مباشر إنتاجية الموسم الزراعي الرئيسي.

تدهور الغطاء النباتي ومخاطر انعدام الأمن الغذائي

أشار تقرير الفاو إلى أن مؤشرات الغطاء النباتي أظهرت تدهورًا ملحوظًا، مع ظهور علامات مبكرة للإجهاد النباتي في معظم المناطق الزراعية. هذا التدهور يهدد بتفاقم انعدام الأمن الغذائي في المناطق الريفية، حيث يعتمد جزء كبير من السكان على الزراعة كمصدر رئيسي للدخل والغذاء.

دعوة عاجلة للتحرك

حذرت الفاو من أن تأخر الزراعة في المناطق المعتمدة على الأمطار، وانخفاض توافر الأعلاف للمواشي، وارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج، جميعها عوامل تضاعف من هشاشة سبل العيش وتزيد من احتمالات تفاقم الأزمة الغذائية. في ضوء هذه التحديات، دعت المنظمة إلى اتخاذ تدابير عاجلة للحد من آثار الجفاف.

وتشمل هذه التدابير دعم المجتمعات الزراعية، وتحسين أنظمة الري، وتعزيز برامج الإنذار المبكر، لضمان استمرارية الإنتاج الزراعي وتخفيف الأعباء عن كاهل المزارعين في ظل الظروف المناخية القاسية.