إدارة أمن عدن توقف عددًا من الضباط والأفراد وتُحيلهم للتحقيق إثر اقتحام مسجد في المنصورة واعتقال إمامه

أثارت حادثة اقتحام أحد المساجد في مديرية المنصورة بعدن، وإلقاء القبض على إمامه أثناء تواجده داخله، ردود فعل واسعة في أوساط الرأي العام، عبر وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، ما دفع إدارة أمن العاصمة إلى التحرك الفوري والتحقيق في حيثيات الواقعة.
وأكدت إدارة أمن العاصمة عدن، في بيان رسمي لها، أنها تابعت بقلق بالغ ما تم تداوله حول الحادثة، مشددةً على أن المساجد هي "بيوت الله" التي تحظى باحترام وتقدير كبيرين، كونها مراكز للعبادة والتوجيه الديني المعتدل، ويجب أن تبقى منابر للدعوة إلى الوسطية والتسامح، بعيدًا عن أي استغلال أو تحريض قد يمس النسيج المجتمعي أو يُضعف من هيبة الدولة ومؤسساتها.
وأوضحت الإدارة أن هذه الحادثة لم تمر مرور الكرام، بل تم فورًا استدعاء مدير شرطة دار سعد، الذي تتبع له المنطقة التي وقعت فيها الواقعة، بالإضافة إلى الأفراد المتورطين مباشرةً في اقتحام المسجد، وتوقيفهم عن العمل وإحالتهم إلى التحقيق الداخلي، وذلك بناءً على توجيهات رسمية صادرة من نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، أبو زرعة المحرمي، ورئيس اللجنة الأمنية في العاصمة عدن، محافظ عدن الأستاذ أحمد حامد لملس.
وأشار البيان إلى أن هذا الإجراء يهدف إلى تأكيد مبدأ واضح وهو أن حرمة المساجد خط أحمر لا يمكن التهاون مع أي تعدٍ عليه، مهما كانت الظروف أو الدوافع.
وأكدت إدارة الأمن أن أي تجاوزات تنافي القانون أو تمس قدسية أماكن العبادة لن تُترك دون مساءلة، وأن العناصر الأمنية مطالبة دائمًا بالالتزام بالأنظمة واحترام الأعراف الدينية والاجتماعية في التعامل مع مثل هذه الحالات.
في الوقت ذاته، حذّرت إدارة أمن عدن من محاولات استغلال المنابر الدينية في التحريض أو نشر خطاب طائفي أو تخريبي يهدد السلم الأهلي أو يدعو إلى مخالفة النظام العام، مؤكدة أن مثل هذه الممارسات تُعد تجاوزاً واضحاً يستوجب التصدي لها ضمن الأطر القانونية وبالتنسيق الكامل مع الجهات المعنية، وعلى رأسها وزارة الأوقاف والإرشاد.
وأعادت الإدارة التأكيد على التزامها الكامل باحترام الحريات الدينية، وفقًا للقانون والنظام، مشيرة إلى أن دور المساجد يجب أن يبقى محصورًا في تعزيز قيم الوحدة والتعاون بين المواطنين، ونشر الخير والوعي الديني الصحيح، بما يخدم تحقيق السكينة العامة ويعزز التماسك المجتمعي.
وأعربت إدارة الأمن عن ثقتها بأن التعاون المستمر مع وزارة الأوقاف ومؤسسات المجتمع المدني، سيؤدي إلى ضمان بقاء المساجد أماكن مقدسة للعبادة والتوجيه الروحي الهادئ، بعيدًا عن التجاذبات السياسية أو الاجتماعية التي قد تستغلها بعض الجهات لزعزعة الاستقرار.