الكونغرس يحقق في ضربة إيران: هل أضعف ترمب القدرات النووية أم أشعل أزمة جديدة؟

وسط تصاعد الجدل في الأوساط السياسية الأميركية بشأن جدوى الضربات الجوية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، يستعد أعضاء مجلس الشيوخ لعقد جلسة إحاطة سرية مع كبار مسؤولي الأمن القومي، الخميس، للاستماع إلى تفاصيل العملية التي أمر بها الرئيس دونالد ترمب، والاطلاع على التقييمات الاستخباراتية التي استندت إليها.
الإحاطة، التي كانت مقررة الثلاثاء الماضي قبل تأجيلها، تأتي في وقت يزداد فيه الضغط داخل الكونغرس على إدارة ترمب، مع مساعٍ لتمرير قرار يُلزم الرئيس بالحصول على تفويض مسبق من المجلس قبل توجيه أي ضربات عسكرية جديدة لإيران. ويقول ديمقراطيون وبعض الجمهوريين إن البيت الأبيض تجاوز صلاحياته عندما نفذ الهجوم من دون الرجوع إلى الكونغرس.
وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث، وفي مواجهة الانتقادات المتزايدة، دافع بشدة عن العملية العسكرية، واصفًا الضربة بأنها "هجوم تاريخي ناجح" أوقف تقدم إيران النووي. وأكد، في مؤتمر صحفي عقده الخميس، أن الضربات تسببت بأضرار كبيرة في المنشآت المستهدفة، مؤكدًا أن إعادة تأهيلها ستتطلب سنوات.
هيجسيث هاجم ما وصفه بـ"تشويه متعمّد" من وسائل الإعلام الأميركية للإنجاز العسكري، قائلاً إن بعض الوسائل تعمل "ضد ترمب"، وتتعمد بث التشكيك حول نتائج الضربة. واتهم وسائل الإعلام باعتماد "تسريبات ضعيفة وغير مكتملة" للتشويش على الرأي العام، مضيفًا أن "هناك فجوات في المعلومات الاستخباراتية المسربة، إلا أن الواقع أن المواقع النووية الإيرانية تضررت بشدة".
وأشار إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية (CIA)، وفقًا لمديرها جون راتكليف، أكدت أن الضربة تركت أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية النووية لطهران، وأن إعادة تشغيل هذه المواقع قد تستغرق أعوامًا.
وفي رده على المشككين، قال هيجسيث: "هناك من يريد تصوير الضربة على أنها فاشلة، رغم أنها نفذت بدقة عالية وحققت نتائج استراتيجية تفوق التوقعات. لقد أعدنا البرنامج النووي الإيراني سنوات إلى الوراء". وأضاف: "لماذا لا تحتفي وسائل الإعلام بهذا الإنجاز؟ هل غطوا تفاصيل العمليات الجوية التي استغرقت 36 ساعة؟ لماذا يتجاهلون ما فعله طيارونا الشجعان؟".
وتساءل هيجسيث: "هل كتب أحد عن حجم المخاطرة والاحتراف الذي رافق العملية؟ أم أن الهدف فقط هو النيل من إدارة ترمب؟"، مؤكدًا أن الضربة فتحت الباب أمام مسار سياسي جديد قد يمنع إيران من الوصول إلى السلاح النووي.
وفي ظل هذا الجدل، يسعى مجلس الشيوخ لفهم الخلفيات الأمنية والاستخباراتية التي سبقت الهجوم، مع وجود انقسام واضح بشأن طبيعة الصلاحيات الرئاسية، وجدوى التصعيد العسكري الأخير.
من جانبه، لا يزال البيت الأبيض يتمسك بروايته بأن الضربات كانت ضرورية وعاجلة لوقف تهديد نووي وشيك، بينما يصر خصوم ترمب على ضرورة تعزيز الرقابة التشريعية، منعًا لانزلاق البلاد نحو مواجهات جديدة دون مساءلة أو تفويض.