كيف اخترق الموساد العمق الإيراني؟ أسرار تُكشف لأول مرة عن أكبر عملية تجسس داخل طهران

في ظل الأزمات المتلاحقة التي تعصف بإيران، يطفو إلى السطح ملف بالغ الخطورة يكشف عن هشاشة غير مسبوقة في منظومة الأمن الإيرانية، بعدما تمكن جهاز الموساد الإسرائيلي من التغلغل داخل العمق الإيراني وتجنيد أعداد كبيرة من العملاء، في واحدة من أعقد عمليات الاختراق الاستخباري في المنطقة.
الوضع الاقتصادي.. بوابة الاختراق الأولى
الخبير العسكري والاستراتيجي الأستاذ سرمد البياتي، كشف خلال لقائه في برنامج "زوايا الخبر" مع الإعلامي مالك، عن تفاصيل هذا الملف الشائك، مشيرًا إلى أن الحالة الاقتصادية المتدهورة في إيران كانت أولى ثغرات هذا الاختراق، العملة الإيرانية تشهد انهيارًا غير مسبوق، حيث يصل الدولار إلى ستة ملايين تومان، وهو ما يجعل أي شخص قادرًا على تنفيذ مهام معقدة مقابل مبالغ زهيدة.
الزيارات الدينية.. قناع آخر للتجنيد
وأضاف البياتي أن طقوس الزيارات الدينية شكلت منفذًا رئيسيًا لتسلل الجواسيس، خاصة في مدينتي مشهد، حيث ضريح الإمام الرضا، وقم، حيث مقام السيدة معصومة، فضلًا عن تدفق الزوار من أفغانستان وباكستان ودول آسيا، وهو ما وفّر بيئة مناسبة لتحرك عملاء الموساد واستقطابهم للمتعاونين تحت غطاء ديني.
قبرص وأذربيجان.. محطات التجنيد الحقيقية
الأخطر، بحسب البياتي، كان الدور الذي لعبته قبرص وأذربيجان، اللتان تحولتا إلى منصات لتجنيد الإيرانيين بعيدًا عن أعين الأجهزة الأمنية، البياتي روى واقعة شخصية تلقى خلالها اتصالًا من شخص مجهول في قبرص حذّره من عمليات تجنيد واسعة تُنفذ هناك، وهو ما ثبتت صحته لاحقًا مع كشف تفاصيل هذه الشبكة.
دهاء الموساد.. حين تصبح جاسوسًا دون أن تدري
الموساد، وفق تعبير البياتي، جهاز شديد الاحترافية، يجيد تجنيد عملائه دون أن يدرك الشخص أنه أصبح جزءًا من شبكة تجسس إلا في مراحل متقدمة جدًا، تبدأ القصة بالصداقة وتقديم المساعدات المالية، ومع مرور الوقت يصبح الشخص متورطًا بالكامل في شبكة التجنيد، ويستحيل عليه التراجع.
كارثة أمنية.. دخول معدات متطورة وصواريخ إلى الداخل
تساهل الأجهزة الإيرانية سمح، بحسب البياتي، بعودة هؤلاء العملاء إلى داخل إيران، حاملين معهم معدات لتجميع الطائرات المسيّرة، وصواريخ، وأسلحة متطورة، في وقت كانت فيه إيران تسعى لتقديم نفسها كقوة نووية إقليمية، البياتي وصف هذا المشهد بالكارثي، خاصة وأن أجهزة الأمن الإيرانية معروفة بانضباطها وتواجدها الكثيف في جميع المناطق، ومع ذلك وقع هذا الخرق غير المسبوق.
اغتيالات وهجمات دقيقة.. ضربات موجعة في العمق الإيراني
لم تقتصر تداعيات الاختراق على تهريب معدات، بل امتدت إلى اغتيالات نوعية مثل مقتل العالم النووي محسن فخري زاده، وقيادات في الحرس الثوري، وحتى استهداف قيادات حزب الله بنفس الأسلوب الدقيق، البياتي شدد على أن هذه الأحداث تشير إلى انهيار استخباراتي يتطلب من النظام الإيراني إعادة تقييم شامل لجهازه الأمني والاستخباري.
ترامب يؤكد.. رجال إسرائيل داخل المواقع النووية الإيرانية
في السياق ذاته، لفت البياتي إلى تصريح خطير أدلى به الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أكد فيه أن عملاء إسرائيل تمكنوا من دخول المواقع النووية الإيرانية المتضررة، ما يعزز فرضية الاختراق الكامل لمنظومة الأمن الإيرانية.
إيران أمام اختبار وجودي
وفي ختام اللقاء، دعا البياتي النظام الإيراني إلى معالجة هذا الخلل الاستخباراتي العميق عبر تعزيز الروح الوطنية، وإعادة هيكلة منظومة الأمن الداخلي، واستخدام أساليب تجنيد مضادة داخل إسرائيل نفسها، مؤكدًا أن استمرار هذا الوضع يهدد وجود النظام الإيراني برمّته.
إيران، الموساد، اختراق أمني، تجنيد جواسيس، الزيارات الدينية في إيران، الاقتصاد الإيراني، قبرص، أذربيجان، جهاز الموساد، إسرائيل، الطائرات المسيرة، تهريب معدات عسكرية، فخري زاده، اغتيالات إيران، الأمن الإيراني، الحرس الثوري، حزب الله، المواقع النووية الإيرانية، تجسس إسرائيلي، الأمن القومي الإيراني