المشهد اليمني

عودة النسور: كيف تعيد أفغانستان بناء قوتها العسكرية وتنهض بقواتها الجوية؟

الأربعاء 2 يوليو 2025 03:24 صـ 7 محرّم 1447 هـ
طائرات أفغانية
طائرات أفغانية

في وقت يتصاعد فيه التوتر الإقليمي والدولي على الأرض وفي السماء، بدأت أفغانستان رحلة جديدة لتأسيس قوة عسكرية تعتمد على قدراتها الذاتية، بعيدًا عن الصورة النمطية التي رسمها العالم عنها كدولة تستهلك الأمن ولا تنتجه فاليوم، تقدم أفغانستان نموذجًا مغايرًا، حيث تبني أمنها بإمكاناتها المحلية، وتصيغ ملامح جديدة لقوتها العسكرية.

القوات الجوية تنهض من جديد

بعد انسحاب القوات الأمريكية وسقوط الحكومة السابقة، ورثت أفغانستان العديد من الطائرات العسكرية التي تعرضت للتدمير أو التهريب أو خرجت من الخدمة، لكن ما حدث كان أشبه بمعجزة وطنية، حيث تمكن المهندسون والفنيون الأفغان من ترميم أكثر من 70 طائرة عسكرية خلال فترة وجيزة.

من بين هذه الطائرات طائرات شحن مثل An-32 وAn-26، وطائرات مقاتلة مثل Mi-35، وطائرات دعم لوجستي مثل C-130، الجدير بالذكر أن هذه الإنجازات تحققت دون أي دعم خارجي مؤثر، بل اعتمدت على مهارات وخبرات محلية خالصة.

طائرات تحلق من جديد فوق سماء أفغانستان

في مشهد استثنائي، عادت الطائرات الأفغانية إلى التحليق في سماء كابول وهرات ومزار الشريف وجلال آباد، هذه العودة لم تقتصر على إصلاح الطائرات فحسب، بل شملت أيضًا تصنيع قطع غيار حيوية وتكييف المعدات مع طبيعة التضاريس الجبلية الصعبة في البلاد.

تدريب أجيال جديدة من الطيارين

بالتوازي مع هذه الجهود الهندسية، أطلقت وزارة الدفاع الأفغانية برامج مكثفة لتدريب الطيارين، فقد تخرجت دفعة جديدة تضم 22 طيارًا بعد إتمامهم تدريبات شاملة، وانضم 120 شابًا آخرين إلى برامج مختلفة، منهم 80 يتدربون ليصبحوا طيارين ميدانيين و25 في مجال صيانة الطائرات، بالإضافة إلى تخصصات في الاستخبارات الجوية.

الميزة الأبرز أن هؤلاء ينتمون إلى جيل نشأ في ظل الحروب لكنه يؤمن بالسلام ويدافع عن سيادة بلاده بإرادة مستقلة، حيث يتم التدريب بأيدٍ أفغانية وبمناهج مكتوبة محليًا لتحقيق الاكتفاء الذاتي العسكري.

تحديث المدفعية وتطوير الدفاع الجوي

التحول العسكري في أفغانستان لم يتوقف عند القوات الجوية فقط، بل شمل إعادة ترميم 390 قطعة مدفعية ثقيلة مثل BM-21 وD-30 ومدافع روسية عيار 100 ملم وأخرى تركية عيار 155 ملم، كما نجحت البلاد في تشغيل أنظمة صواريخ موجهة مثل كونكورس وميلانو 1359 للمرة الأولى في تاريخها.

ويجري العمل على بناء منظومة دفاع جوي متكاملة باستخدام تقنيات روسية مثل بانسر وبوكتور، بهدف التصدي للانتهاكات الجوية المتكررة من طائرات مسيرة أجنبية.

نداء مفتوح للطيارين السابقين

في خطوة لافتة، وجهت وزارة الدفاع الأفغانية نداءً للطيارين الذين غادروا البلاد للعودة والمشاركة في بناء القوات الجوية من جديد، أكدت الوزارة أن هذا النداء وطني لا يحمل أي دلالات سياسية، وكل من يعود يجد مكانه محفوظًا وخبراته موضع تقدير وفرصته في الاندماج مضمونة.

بناء الثقة وإرادة وطنية صلبة

رغم التحديات الاقتصادية وقلة الموارد، استطاعت أفغانستان أن تثبت أن بناء القوة لا يحتاج إلى ميزانيات ضخمة، بل إلى إرادة قوية وعقول مخلصة، حيث يتم العمل وفق تنظيم دقيق وصيانة مستمرة للطائرات وتطوير الأنظمة بما يتناسب مع احتياجات كل مرحلة.

في النهاية، أفغانستان اليوم ليست كما كانت بالأمس. النسور التي كانت محاصرة على الأرض عادت إلى السماء، والقوات الجوية التي كانت صفحة من الماضي تحولت إلى عنوان الحاضر والمستقبل.

كل طائرة تُقلع وكل محرك يدور هو شهادة حية على أن هذا البلد لا يمكن كسره.

القوات الجوية الأفغانية، عودة النسور، الجيش الأفغاني، تدريب الطيارين في أفغانستان، تطوير الجيش الأفغاني، ترميم الطائرات في أفغانستان، الدفاع الجوي الأفغاني، المدفعية الأفغانية، برامج الطيران في أفغانستان، القوات المسلحة الأفغانية، الأمن في أفغانستان، التحول العسكري في أفغانستان، طائرات أفغانية تحلق، تحديث القدرات العسكرية في أفغانستان، منظومات الدفاع الجوي الأفغاني.