المشهد اليمني

صحفي فلسطيني بارز: حشر ”فلسطين” في جريمة قتل معلم القرآن صالح حنتوس إساءة لقضيتها

الخميس 3 يوليو 2025 04:09 مـ 8 محرّم 1447 هـ

أثار مقتل الشيخ الثمانيني صالح حنتوس، إمام المسجد ومعلم القرآن بمديرية السلفية بمحافظة ريمة، وحفيد شقيقه، برصاص مسلحي جماعة الحوثي، موجة غضب عارمة في الأوساط اليمنية والعربية، وسط إدانات واسعة لتبريرات الجماعة التي ربطت الجريمة بمواقف مزعومة تتعلق بالقضية الفلسطينية.

الصحفي الفلسطيني البارز الدكتور ياسر الزعاترة وصف الحادثة بأنها جريمة لا يمكن تبريرها، منتقدًا بشدة بيان شرطة الحوثيين الذي زعم أن "المدعو"، بحسب وصفهم، كان "يدعو للفوضى والتمرد ويرفض مواقف الدولة والشعب اليمني الداعمة لفلسطين".

وقال الزعاترة في منشور رصده "المشهد اليمني" : "لا أسوأ من الجريمة غير تبريرها. حشر فلسطين في السياق ضرب من الابتذال والإساءة لقضيتها، فهي ليست موضع خلاف بين اليمنيين، ولم تكن كذلك يوماً". وأضاف: "الشيخ صالح حنتوس، نذر نفسه لتعليم القرآن، وهو شهيد بإذن الله، لأنه قضى دون بيته وأسرته".

موقف الزعاترة لاقى تفاعلًا واسعًا في أوساط اليمنيين، حيث أكد الإعلامي والأكاديمي الدكتور محمد قيزان معرفته بالشيخ حنتوس وشقيقه الداعية سعد حنتوس منذ عشرين عاماً، قائلاً: "أشهد الله تعالى شهادة أسأل عنها يوم القيامة، ما سمعتهم إلا مناصرين لفلسطين ورجال المقاومة، يبذلون من أموالهم ووقتهم الكثير لصالح فلسطين".

من جانبه، علّق الصحفي علي الفقيه بالقول: "لكي يدرك الأشقاء العرب المخدوعون بالحوثيين أنهم مجرد عصابة قذرة توظف القضية الفلسطينية وكل العناوين المحترمة لتغطية جرائمهم وتنفيذ أجنداتهم".

وكتب الناشط عادل مصلح: "عندما يكتب رجل بحجم الدكتور الزعاترة عن قضية الشهيد حنتوس، فذلك يُعد صفعة لسنوات من المتاجرة، ونسفًا لرواية دعم غزة التي استخدمها الحوثيون لتبرير التهم الموجهة للشيخ".

أما الناشط عادل أمين فتساءل ساخرًا: "هل كان الشيخ صالح حنتوس صهيونيًا؟ الكل يعرف أن حنتوس كان حمساويًا قبل ظهور الحوثي ونصر الدين عامر.. سيأتي يوم لا يجد فيه الحوثيون من يتعاطف معهم عندما ينتقم منهم اليمنيون".

فيما كتب الصحفي صلاح الدين حمزة مؤكدًا على أن الشيخ حنتوس كان معروفًا في المنطقة بعمله الخيري وتعليمه للقرآن الكريم، قائلاً: "الشيخ ممثل لجمعية الأقصى التي نهبها الحوثيون، ولا يمكن لعالم نذر نفسه لخدمة القرآن وفلسطين أن يُتهم بمعاداة القضية، وبيان شرطة الحوثي مجرد تبرير رخيص لجريمتهم بحقه".

وكان الحوثيون برروا جريمتهم النكراء، باتهام الشيخ صالح حنتوس، بعدم مساندة فلسطين، متجاهلين عمله لعقود في دعم القضية الفلسطينية وشعبها المرابط.

وكان الشيخ حنتوس، البالغ من العمر أكثر من 70 عامًا، قد استُشهد مساء الثلاثاء 1 يوليو الجاري، إثر حصار وقصف شنته قوة حوثية كبيرة استهدفت منزله بشكل مباشر، ما أدى أيضًا إلى إصابة زوجته بجروح خطيرة، في جريمة أثارت موجة استنكار واسعة في الأوساط اليمنية.

وقد حاولت مليشيات الحوثي خلال الأعوام الماضية منع الشيخ حنتوس من تحفيظ القرآن الكريم في مسجده، بعد أن أغلقت دار التحفيظ التي كان يشرف عليها منذ عقود، وقامت بتهديده ومضايقته مرارًا، وصولًا إلى محاولة اختطافه، غير أنه رفض الاستسلام، وواجه الهجوم حتى استُشهد.

وبحسب شهادات من أبناء المنطقة، فإن الشيخ الراحل أفنى عمره في تعليم كتاب الله، والصلح بين الناس، وخدمة المجتمع، قبل أن ينتهي به المطاف قتيلًا على يد جماعة تزعم الدفاع عن القيم والمظلومين، بينما تمارس القتل والحصار بحق من يحفظون القرآن.

وأعرب اليمنيون عن صدمتهم من الجريمة، مؤكدين أنها تكشف تناقضات الخطاب الحوثي الذي يدّعي نصرة غزة، في حين تستهدف الجماعة معلمي القرآن داخل اليمن، وتفجر المساجد ومنازل المدنيين.