اليمن: الحوثيون يستغلون القضية الفلسطينة لتصفية رافضي مشروعهم الطائفي

قال وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، معمر الإرياني، إن البيان الصادر عن جماعة الحوثي بشأن مقتل الشيخ صالح حنتوس، يكشف بوضوح طبيعة المشروع الذي تحمله الجماعة، ويؤكد أنها تستخدم ما تسميه "نصرة غزة" كغطاء لشرعنة انقلابها، وحشد المقاتلين، وتنفيذ عمليات قتل وترويع بحق اليمنيين.
وأضاف الإرياني أن الجماعة تحوّل مثل هذه الاتهامات إلى "شماعة" لتصفية كل من يرفض مشروعها الطائفي، وتبرير استهداف المعلمين والشيوخ والنساء والأطفال في القرى اليمنية، في وقت تستمر فيه بنهب مقدرات البلاد وتدمير حياة الناس.
وأكد أن ما يحدث يعيد التذكير بحقيقة جماعة الحوثي باعتبارها "ذراعًا إيرانية" تنفذ أجندة طهران، مستغلّة القضية الفلسطينية كوسيلة لتغطية انتهاكاتها، بينما لم يُوجه سلاحها منذ انقلابها إلا إلى صدور اليمنيين، على حد وصفه.
وكان الشيخ حنتوس، البالغ من العمر أكثر من 70 عامًا، قد استُشهد مساء الثلاثاء 1 يوليو الجاري، إثر حصار وقصف شنته قوة حوثية كبيرة استهدفت منزله بشكل مباشر، ما أدى أيضًا إلى إصابة زوجته بجروح خطيرة، في جريمة أثارت موجة استنكار واسعة في الأوساط اليمنية.
وقد حاولت مليشيات الحوثي خلال الأعوام الماضية منع الشيخ حنتوس من تحفيظ القرآن الكريم في مسجده، بعد أن أغلقت دار التحفيظ التي كان يشرف عليها منذ عقود، وقامت بتهديده ومضايقته مرارًا، وصولًا إلى محاولة اختطافه، غير أنه رفض الاستسلام، وواجه الهجوم حتى استُشهد.
وبحسب شهادات من أبناء المنطقة، فإن الشيخ الراحل أفنى عمره في تعليم كتاب الله، والصلح بين الناس، وخدمة المجتمع، قبل أن ينتهي به المطاف قتيلًا على يد جماعة تزعم الدفاع عن القيم والمظلومين، بينما تمارس القتل والحصار بحق من يحفظون القرآن.
وأعرب اليمنيون عن صدمتهم من الجريمة، مؤكدين أنها تكشف تناقضات الخطاب الحوثي الذي يدّعي نصرة غزة، في حين تستهدف الجماعة معلمي القرآن داخل اليمن، وتفجر المساجد ومنازل المدنيين.