• الرئيسية
• منوعات

لطالما اعتُبرت بصمات الأصابع أداة دامغة في التحقيقات الجنائية، تقوم على فرضية علمية ثابتة: أن لكل إصبع بصمة فريدة لا تتكرر حتى في يد الشخص نفسه، لكن ما كشفه باحثون في جامعة كولومبيا الأميركية قد يُحدث انقلابًا في هذا المبدأ الراسخ، بفضل خوارزميات الذكاء الاصطناعي.

ففي دراسة نُشرت بمجلة Science Advances، أعلن الفريق البحثي أنه استطاع عبر تدريب نموذج ذكاء اصطناعي على مئات البصمات البشرية، التعرّف بدقة تجاوزت 80% على أنماط بيومترية خفية موحّدة بين أصابع اليد الواحدة، هذه الأنماط لا تُرى بالعين المجردة، لكنها تظهر بوضوح أمام الذكاء الاصطناعي، الذي يتعلم رصد تفاصيل دقيقة في زوايا وانحناءات مركز البصمة يصعب على البشر ملاحظتها.

الدكتور غابرييل جويو، أحد أعضاء الفريق، أوضح أن هذه التقنية قد تمكّن مستقبلاً من ربط بصمة غير مكتملة أو جزئية بمشتبه به حتى وإن كانت من إصبع مختلف، وهو ما قد يفتح الباب لإعادة فتح "قضايا باردة" أُغلقت لسنوات لغياب الأدلة الكافية.

ورغم أن التقنية غير مؤهلة بعد للاستخدام في المحاكم، بسبب نسبة الخطأ، فإن الباحثين يأملون أن تصل دقتها إلى مستويات يمكن الوثوق بها قضائيًا مع المزيد من التدريب والبيانات.

ولا يقتصر الأثر المتوقع لهذا الاكتشاف على الطب الشرعي فقط، بل يمتد إلى الهواتف الذكية وأنظمة التعرّف البيومتري، حيث يمكن للهاتف مثلًا التعرّف على المستخدم من خلال أي إصبع، وليس إصبعًا بعينه، ما يزيد من سهولة الوصول والأمان معًا.

ويُتوقع أن تحصل هذه التقنية قريبًا على براءة اختراع، بعد أن أبدت شركات تكنولوجيا كبرى اهتمامًا بالغًا بتطبيقاتها، ما يشير إلى أننا ربما نكون على أعتاب مرحلة جديدة من تحديد الهوية البيومترية تتجاوز المألوف بكثير.

الذكاء الاصطناعي، بصمات الأصابع، الطب الشرعي، جامعة كولومبيا، التعرف البيومتري، قضايا باردة، خوارزميات التعرف، بصمة موحدة، الذكاء الصناعي في الأمن، تقنية البصمات، Science Advances، الهواتف الذكية، خوارزميات الذكاء، الجرائم الغامضة، التحقق البيومتري