المشهد اليمني

هل يُعدّل الانتقالي الجنوبي من خطابه؟ الجعدي ينفي العداء مع الشمال ويحدد العدو الحقيقي

الجمعة 11 يوليو 2025 12:01 صـ 16 محرّم 1447 هـ
الانتقالي الجنوبي
الانتقالي الجنوبي

أكد القيادي البارز في المجلس الانتقالي الجنوبي، فضل الجعدي، أن القضية الوطنية الجنوبية العادلة "لم تكن في أي يوم في عداء مع إخواننا في الشمال"، مشددًا على أن المواجهة الحقيقية هي مع ما وصفه بـ"المركز المدنس وقوى النهب والفيد والغزو".

جاءت تصريحات الجعدي خلال حديثه لوسائل إعلام محلية ودولية، حيث سعى إلى توضيح الموقف السياسي والوطني للمجلس الانتقالي الجنوبي من الصراع الدائر في اليمن، وتأكيد رؤيته المستقبلية للحل السياسي القائم على الشراكة والعدالة.

وقال الجعدي إن "المجلس الانتقالي يخوض معركته منذ البداية من أجل استعادة دولة الجنوب وحق شعبه في تقرير المصير، بعيدًا عن أي صراعات طائفية أو مناطقية"، مشيرًا إلى أن ما يجري اليوم هو نتيجة مباشرة لتراكمات تاريخية من الإهمال والتهميش والاستبداد.

وشدد الجعدي على أن "عداءنا يكمن مع المركز المدنس وقوى النهب والفيد والغزو"، في إشارة إلى النخب السياسية التي يرى أنها سيطرت على مقدرات الدولة لعقود وتسببت في تفكيك نسيج المجتمع وتفاقم الأزمات.

وأضاف أن "الصراع الحقيقي هو ضد من اغتالوا الوحدة وقتلوا الشراكة وأذاقوا الشمال والجنوب الأمرين"، مؤكدًا أن الجنوب لم يكن طرفًا في تدمير الدولة، بل كان ضحية التهميش والإقصاء.

وتابع الجعدي: "نحن لا نعتبر أن الشعب اليمني في الشمال عدوًا، بل هم شركاء لنا في المعاناة وفي الطموح لمستقبل أفضل"، مستثمرًا في ذلك "التضحيات المشتركة التي قدّمها أبناء الجنوب والشمال عبر التاريخ".

وأشار إلى أن الجهات التي تقف عائقًا أمام تحقيق السلام والاستقرار، هي "قوى الدين السياسي والتخلف والفساد التي ترفض حق شعبنا في الحرية والاستقلال واستعادة دولته"، مؤكدًا أن هذه القوى هي من تغذي الصراع وتعمل على تمزيق النسيج الوطني.

وتُعد تصريحات الجعدي تأكيدًا على الموقف الذي يتبناه المجلس الانتقالي منذ فترة، والذي يحاول من خلاله تقديم نفسه كجسم سياسي يسعى لبناء دولة مدنية حديثة قائمة على المواطنة والعدالة الاجتماعية، وليس كطرف انفصالي فقط.

ويأتي هذا التصريح في ظل تصاعد التوترات بين الأطراف المتنازعة في اليمن، وسط تعثر جهود الحل السياسي وغياب آليات تنفيذ واضحة للحلول المقترحة.