عدن: بدء حملة التحصين ضد شلل الأطفال في اليمن

أطلق رئيس مجلس الوزراء ، سالم صالح بن بريك، اليوم السبت، في العاصمة المؤقتة عدن، الجولة الأولى من الحملة الوطنية الطارئة للتحصين ضد شلل الأطفال، بهدف حماية أكثر من 1.345 مليون طفل في 120 مديرية عبر 12 محافظة محررة. تنطلق الجهود، التي تدعمها منظمة الصحة العالمية ويونيسيف، على مدار ثلاثة أيام، بمشاركة أكثر من 13,000 كادر صحي منقسمين إلى 6,924 فرقة ميدانية متنقلة وثابتة.
تنفذ الحملة، التي ترعاها وزارة الصحة العامة والسكان، بآلية "من منزل إلى منزل"، مع التركيز على الوصول إلى الأطفال في المناطق النائية والوعرة. بدأت الجولة الأولى برمزية، حيث تلقى مجموعة من الأطفال جرعات اللقاح في حضور رئيس الوزراء وبجانبه وزير الصحة الدكتور قاسم بحيبح، خلال حفل تدشين رسمي.
وفي كلمته، عبّر بن بريك عن فخره بإطلاق الحملة، معتبرًا إياها جزءًا من التزام الحكومة بحماية صحة الأطفال ومكافحة الأمراض الوبائية، لا سيما شلل الأطفال الذي عاد للظهور بسبب قيود مليشيا الحوثي على اللقاحات. ونقل تحيات رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي ودعمه للقطاع الصحي، داعيًا المؤسسات الحكومية والسلطات المحلية لدعم الجهود لضمان نجاح الحملة. وشدد على أن التحصين واجب وطني وإنساني يعكس المسؤولية تجاه جيل المستقبل.
كما حث الأهالي على التعاون مع الفرق الميدانية وتسهيل وصولها إلى الأطفال، مؤكدًا أهمية التحصين الروتيني كدرع دائم ضد الأمراض. ودعا وسائل الإعلام لتعزيز التوعية المجتمعية ونشر رسائل هادفة لترسيخ ثقافة الوقاية.
وأشار بن بريك إلى أن اليمن كان خاليًا من شلل الأطفال لسنوات، لكنه عاد بسبب ممارسات الحوثيين، مما يستدعي تعزيز الحملات الاحترازية والروتينية. واعتبر تدشين هذه الحملة دليلاً على أولوية الحكومة لرعاية الطفولة، بهدف استعادة تصنيف اليمن كدولة خالية من المرض. وتقدّم بالشكر للكوادر الصحية التي تعمل في ظروف صعبة، ولمنظمات اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية ومركز الملك سلمان للإغاثة لدعمهم اللوجستي والفني.
واستعرض وزير الصحة الجهود الميدانية، مشيدًا بتفاني الفرق الصحية التي تعمل بجد للوصول إلى كل طفل. وأعرب عن أمله في تحقيق تغطية واسعة رغم التحديات، متابعًا تقديره لدور الشركاء الدوليين في تمويل ودعم الحملة. كما أكد ممثلو اليونيسيف وبيتر هوبكنز ومنظمة الصحة العالمية ممثلة الدكتورة نهى محمود التزامهما بتقديم الدعم التقني واللوجستي لتعزيز النظام الصحي اليمني.
وأضفت طالبات مدرسة ليزا لمسة مميزة على الحدث من خلال عروض توعوية، بما في ذلك أناشيد ومسرحيات قصيرة، ركزت على أهمية التحصين لمكافحة شلل الأطفال، مما عزز الروح الجماعية للحملة.