”من الريف إلى المدينة... أهالي تعز يرسلون الماء لأبنائهم بدلاً من العسل والسمن”
في مشهدٍ أثار تعاطفًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، انتشرت صورةٌ مؤلمة تظهر قيام عدد من أهالي الريف بإرسال إسطوانات ماء إلى أبنائهم المقيمين في مدينة تعز، وذلك في ظل الأزمة الخانقة التي يعيشها السكان هناك جراء شح المياه وانقطاعها لفترات طويلة.
وتظهر الصورة التي تم التقاطها داخل أحد الباصات العامة، عدداً من إسطوانات المياه البلاستيكية موضوعة بعناية استعداداً لنقلها من إحدى مناطق الريف إلى المدينة، في خطوة تعكس حجم المعاناة التي يواجهها سكان المناطق الحضرية من نقص تام في أبسط مقومات الحياة الأساسية.
وبحسب المعلومات المتداولة، فإن الصورة تعود لأسرة من ريف تعز قامت بملء عدة إسطوانات ماء وإرسالها إلى ابنهم الذي يقطن في إحدى أحياء المدينة، والذي يعاني مع باقي أفراد أسرته من انعدام تام في مصادر المياه الصالحة للشرب والوضوء والاستخدام المنزلي.
ولم تخلُ التعليقات من المشاعر المؤثرة، حيث عبّر مواطنون عن حزنهم واستيائهم من الوضع الراهن، مُذكّرين بالماضي القريب حين كانت العائلات ترسل من الريف إلى المدينة الهدايا والمواد الغذائية كالسمن والعسل، بينما باتت اليوم ترسل الماء، وهو ما كان يُعتبر من الكماليات سابقاً، أما الآن فقد أصبح ضرورة لا غنى عنها، بل وأساساً من أساسيات الحياة.
ويأتي هذا الحادث في ظل تفاقم الوضع الإنساني في العديد من المناطق اليمنية، خاصة في المدن الكبرى، حيث تعاني الخدمات الأساسية من انهيار كامل، وتغيب فيها دور المؤسسات الحكومية والإنسانية، مما يدفع المواطنين إلى التكيف مع الواقع المرير بأي طريقة ممكنة، حتى وإن اقتضى الأمر أن يرسل الريف الماء إلى المدينة.