”ألوية العمالقة” تدين تمديد مهمة بعثة الحديدة: القرار يُجَرّد الأمم المتحدة من المصداقية

انتقد أصيل السقلدي، المدير الإعلامي لمركز العمالقة الجنوبية، بشدة قرار مجلس الأمن الدولي تمديد أعمال بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (UNMHA) حتى الأول من أبريل 2026، ووصفه بأنه "عبث كبير"، معتبراً أن استمرار عمل البعثة في ظل الظروف القائمة لا يخدم سوى جماعة الحوثي المسلحة.
وقال السقلدي في تصريح صحفي إن استمرار وجود البعثة الأممية في مدينة الحديدة أصبح بلا معنى حقيقي، خاصة بعد انسحاب القوات المشتركة التابعة للحكومة اليمنية الشرعية من المدينة بمفردها، مؤكداً أن الطرف الوحيد الموجود حالياً في الحديدة هو جماعة الحوثي. وأضاف: "فمن تراقب هذه البعثة؟ ومن الذي تتوسط بينه وبين من؟".
وأشار إلى فشل البعثة بشكل كامل في إلزام الحوثيين بتنفيذ أي من بنود اتفاق ستوكهولم الذي أبرمت عام 2018، والذي تمثلت فيه مهمة البعثة أساساً في الإشراف على تنفيذه. ولفت إلى مرور أكثر من ثلاث سنوات دون أن تُنفذ الجماعة الانقلابية أي التزامات من الاتفاق، بل واصلت خروقاتها وجرائمها، بما في ذلك اغتيال أحد ضباط الارتباط التابعين للقوات المشتركة الذين يعملون بالتنسيق مع البعثة الأممية، وذلك عن طريق قناصة حوثية، دون تحرك حقيقي من قبل البعثة.
وقال السقلدي: "لم تحرك البعثة ساكناً أمام هذه الجريمة النكراء، وكأنها تُبرر أو توافق ضمنياً على هذه البلطجة والإرهاب الحوثي". واستنكر هذا الصمت الدولي غير المبرر، مشيراً إلى أنه يمنح المليشيات الحوثية الضوء الأخضر لمزيد من التمادي في جرائمها ضد المدنيين والبنية التحتية.
وسأل السقلدي بلهجة استنكارية: "هل تمديد مهمة البعثة يأتي لتوفير غطاء للحوثي لمواصلة جرائمه بحق الشعب اليمني؟ أم أنها مجرد متفرج يتفرج على عملياته الإرهابية التي تستهدف الملاحة الدولية في البحر الأحمر؟".
وشبّه السقلدي مهمة البعثة الأممية بـ"حكم مباراة كرة قدم يتواجد في أرض الملعب لإدارة مباراة لا يحضرها إلا فريق واحد"، وقال إن مثل هذا المشهد "يعكس سذاجة لا تُقبل حتى من حكم عادي في لعبة كرة القدم".
واختتم تصريحه بالإشارة إلى أن استمرار صمت وتواطؤ البعثة مع جرائم الحوثيين يحمل تبعات كارثية على المستوى الإنساني والسياسي، داعياً المجتمع الدولي إلى إعادة النظر في معايير تقييم نجاح أو فشل هذه البعثات، وإلى تحمل مسؤولياته تجاه الشعب اليمني الذي يدفع يومياً ثمناً باهظاً من الدماء والمعاناة بسبب ما وصفه بـ"الفشل الدولي وغياب المساءلة".
وأكد أن الشعب اليمني لن ينسى من وقف إلى جانبه ومن تواطأ أو سكت عن جرائم المليشيات الحوثية، مشدداً على أن الحل الحقيقي للأزمة في اليمن لا يمكن أن يتحقق دون حزم دولي حقيقي مع الانقلابيين ومع من يدعمهم من الخارج.