• الرئيسية
• المشهد السعودي

تقترب شركة أرامكو السعودية، عملاق الطاقة في المملكة، من إتمام صفقة ضخمة تبلغ قيمتها نحو 10 مليارات دولار، تتعلق ببيع حصة في أصولها الوسيطة للبنية التحتية المرتبطة بمشروع الجافورة للغاز الطبيعي، وهو أكبر مشروع للغاز غير التقليدي في المملكة.

وتمثل هذه الخطوة تطورًا استراتيجيًا جديدًا في مساعي المملكة لـ جذب استثمارات أجنبية، ودعم خطط التحول الاقتصادي في إطار رؤية السعودية 2030.

مفاوضات متقدمة مع "بلاك روك" لإتمام الصفقة

بحسب مصادر مطلعة نقلت عنها وكالة بلومبرج، تجري أرامكو مفاوضات نهائية مع تحالف استثماري تقوده شركة "شركاء البنية التحتية العالمية" التابعة لـبلاك روك، أحد أكبر مديري الأصول في العالم.

وتوقعت المصادر التوصل إلى اتفاق نهائي خلال الأيام المقبلة، ليصبح ذلك من أكبر صفقات البنية التحتية في الشرق الأوسط لعام 2025.

مشروع الجافورة.. مركز طموحات المملكة في قطاع الغاز

يرتكز الاتفاق على بيع حصة من البنية التحتية، خصوصًا شبكات وخطوط أنابيب الغاز، المرتبطة بحقل الجافورة الواقع شرق المملكة، والذي تزيد تكلفته على 100 مليار دولار.

ويمثل الجافورة أحد أهم مشاريع الغاز غير التقليدي في العالم، ويعتمد على تقنيات متطورة لاستخراج الغاز من تكوينات جيولوجية معقدة.

ومن المتوقع أن يسهم المشروع، عند تشغيله الكامل، في تأمين احتياجات السوق المحلي من الغاز الطبيعي، إضافة إلى تعزيز الصادرات السعودية إلى الأسواق العالمية، ما يضع المملكة في مكانة رائدة على خارطة الغاز العالمية.

ضمن خطة أرامكو لجذب الاستثمار الأجنبي

تسعى أرامكو منذ عام 2021 إلى تعزيز شراكاتها مع المستثمرين الدوليين عبر بيع حصص في أصولها الثابتة والطويلة الأجل، خصوصًا في قطاع خطوط أنابيب النفط والغاز.

وتأتي هذه الصفقة استكمالًا لاتفاقات سابقة مع كيانات استثمارية عالمية مثل بلاك روك وصندوق الاستثمارات العامة، والتي تم خلالها بيع حصص في شبكات خطوط أنابيب الغاز والنفط التابعة لأرامكو.

دعم مباشر لرؤية 2030 وتنويع مصادر الدخل

تتماشى الصفقة مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، حيث تسعى الحكومة إلى تنويع مصادر الدخل، وتقليل الاعتماد على النفط الخام، من خلال تنمية قطاعات الطاقة النظيفة، السياحة، التكنولوجيا والبنية التحتية.

كما تسهم هذه الخطوة في تمويل مشاريع استراتيجية ضخمة، مثل مدينة نيوم، ومشاريع الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر.

ثقة عالمية بالبنية التحتية السعودية

يعكس اهتمام صناديق الاستثمار العالمية، وعلى رأسها بلاك روك، ثقة الأسواق الدولية في استقرار وربحية البنية التحتية السعودية، رغم التحول العالمي نحو مصادر الطاقة المتجددة.

وتمثل هذه الصفقة شهادة دولية على قدرة المملكة في جذب استثمارات طويلة الأجل، خصوصًا في القطاعات الحيوية التي تشكل عمودًا فقريًا للاقتصاد الوطني.

أرامكو ترسم مستقبل الطاقة في المنطقة

رغم أن تفاصيل الاتفاق النهائي لا تزال في مراحلها الأخيرة، إلا أن هذه الصفقة تؤكد استمرار الدور القيادي لأرامكو في قطاع الطاقة العالمي، ليس فقط في النفط، بل في الغاز وتطوير البنية التحتية أيضًا.

كما تعكس الصفقة توجه المملكة إلى إعادة هيكلة الاقتصاد عبر الشراكات العالمية، واستثمار الموارد الحالية لتحقيق نمو مستدام طويل المدى.