الناس يتساقطون في شوارع غزة من شدة الجوع.. ومراسل صحفي ينهار على الهواء مباشرة ”شاهد”

انهار مراسل قناة الجزيرة أنس الشريف بالبكاء على الهواء مباشرة أثناء تغطيته من أمام مستشفى الشفاء في مدينة غزة، وهو يروي مشاهد الموت والجوع التي تتكرر يوميًا في ظل المجاعة القاتلة التي تضرب القطاع المحاصر، وسط استمرار المجازر التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين.
وقال أنس الشريف، بصوت متقطع من شدة التأثر: "نحن تعبنا داخل غزة"، في وصف مباشر للوضع الكارثي الذي يعيشه سكان المدينة، حيث الموت لا يأتي فقط من القصف، بل أيضًا من الجوع والعجز الكامل عن توفير الطعام. وفقا للجزيرة.
وفي مشهد يلخص عمق المأساة، سقطت سيدة مسنّة أمام بوابة مستشفى الشفاء، عاجزة عن الوقوف بسبب الجوع الشديد، لتنهار قوى المراسل الذي انفجر باكيًا قائلاً: "الناس يسقطون على الأرض من شدة الجوع... يحتاجون فقط إلى رغيف خبز وشربة ماء".
وأضاف الشريف أن غزة وشمالها يعيشان "كارثة إنسانية غير مسبوقة"، حيث يضطر الناس للتوجه نحو ما وصفه بـ"مصائد الموت" من أجل الحصول على فتات من المساعدات، لكن كثيرين لا يعودون منها، بل يُنقلون إلى المستشفيات جثثًا أو جرحى، كما حدث مع عدد من أصدقائه الذين قُتلوا أثناء محاولتهم الحصول على الطعام.
وأوضح أن الناس في غزة "عاشوا مجاعة أولى اضطروا فيها لأكل أعلاف الحيوانات، أما الآن فلا يوجد حتى هذه الأعلاف"، مضيفًا أن من لا يُقتل بالقصف يُهلكه الجوع.
وبألم شديد، تحدث أنس عن محاولاته الشخصية، هو وزملاؤه، للبحث عن وجبة طعام منذ يومين دون جدوى، مؤكدًا أنهم، رغم امتلاكهم دخلًا شهريًا، يعجزون عن شراء أبسط وجبة، متسائلًا: "فكيف بمن لا يملك شيئًا؟ كيف لمن ينزح يوميًا ويعيش تحت القصف وفي الخيام أن يبحث عن طعام؟".
ويضيف الشريف أن العديد من الأهالي يأتون إليه يوميًا مطالبين بنقل رسائلهم إلى العالم: "أطفالنا يموتون من الجوع... نحن نموت ببطء".
وجاءت تصريحات الشريف في أعقاب مجزرة جديدة ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي شمال غرب مدينة غزة، راح ضحيتها 62 شهيدًا بينهم 58 من المدنيين الذين كانوا ينتظرون المساعدات الغذائية، فيما أُصيب العشرات بجروح.
وتعكس شهادة المراسل أنس الشريف حجم الانهيار الإنساني في قطاع غزة، حيث لم يعد الجوع قضية معيشية فقط، بل صار أحد أشكال القتل الممنهج في حرب إبادة مستمرة منذ شهور.