المشهد اليمني

تلميذ يمني يُصعق بقرار حرمانه من درجة الفيزياء رغم تفوقه الكبير في امتحانات الشهادة العامة

الجمعة 25 يوليو 2025 10:24 مـ 30 محرّم 1447 هـ
الطالب
الطالب

دخلت أسرة الطالب محمد عبدالاله نعمان البركاني من أبناء مديرية جبل حبشي في محافظة تعز، في حالة من الحزن والصدمة عقب إعلان نتائج امتحانات الشهادة العامة للمرحلة الثانوية، بعدما تم حرمان ابنها من درجة مادة الفيزياء، بالرغم من تفوقه اللافت في جميع المواد الأخرى، وحصوله على الدرجة الكاملة في غالبيتها.

وكان الطالب محمد عبدالاله البركاني قد أدى امتحانات الشهادة العامة بتفوق ملحوظ، وكان يُعد من أبرز المرشحين للمنافسة على المراكز الأولى على مستوى الجمهورية اليمنية، بل ويُتوقع له أن يحقق المركز الأول، نظراً لمستواه الأكاديمي المتميز وانضباطه الدراسي طوال سنوات دراسته.

غير أن المفاجأة الصادمة جاءت عند إعلان النتائج، حيث تبين أن الطالب "مُحروم" من نتيجة مادة الفيزياء، دون توضيح رسمي أو مبرر قانوني مقنع، ما أدى إلى تراجع ترتيبه بشكل كبير، وإقصائه من قائمة الأوائل، رغم حصوله على درجات ممتازة في جميع المواد الأخرى.

وأكد الطالب محمد عبدالاله البركاني، في تصريحات لوسائل الإعلام المحلية، أنه أدى امتحان مادة الفيزياء بشكل كامل ووفق الأصول، وأنه واثق من إجاباته، مشيراً إلى أنه لم يتلقَ أي إنذار أو ملاحظة رسمية أثناء الامتحان تفيد بارتكابه لمخالفة قد تؤدي إلى حرمانه من الدرجة.

وأضاف: "كنت أتطلع إلى أن أكون خير ممثل لمحافظتي ومديريتي في هذا المحفل الوطني، وقد بذلت جهداً كبيراً طوال عام دراسي كامل، وفجأة أُحرم من نتيجة مادة كاملة، بينما زملائي الذين أدوا نفس الامتحان حصلوا على درجاتهم دون أي إشكال".

في المقابل، قدم الطالب شكوى رسمية إلى معالي وزير التربية والتعليم، الدكتور يحيى علي شرف الدين، مطالباً بإعادة النظر في قرار الحرمان، وتمكينه من حقه الدستوري في التقييم العادل، خاصة في ظل غياب أي دليل على تجاوز أو مخالفة ارتكبها أثناء الامتحان.

وأثارت هذه الحادثة جدلاً واسعاً في أوساط المجتمع التعليمي والمحلي في جبل حبشي وتعز، حيث طالب أولياء أمور وناشطون تربويون بإجراء تحقيق شفاف ومستقل حول ملابسات حجب نتيجة الطالب، مشيرين إلى أن مثل هذه القرارات تُفقد الطلاب الثقة في منظومة التقييم، وتقضي على الحافزية لدى المتفوقين.

وأكد عدد من المعلمين والمشرفين التربويين أن الطالب البركاني كان يتمتع بسمعة أكاديمية ممتازة، وسبق أن حصل على مراكز متقدمة في المسابقات العلمية على مستوى المديرية والمحافظة، ما يجعل قرار الحرمان أكثر إثارة للريبة.

وأشارت مصادر تربوية إلى أن وزارة التربية والتعليم قد تلقت الشكوى، وأنها قيدت برقم رسمي، وستتم إحالتها إلى اللجنة الفنية المختصة لدراسة الحالة وإصدار قرار عادل وشفاف، مع التأكيد على أهمية ضمان حقوق الطلاب المتفوقين، وضرورة تطبيق مبدأ العدالة في التقييم.

وفي الوقت الذي تنتظر فيه الأسرة قراراً عاجلاً من الوزارة، تبقى حالة الطالب محمد عبدالاله البركاني نموذجاً حياً للتحديات التي يواجهها الطلاب المتميزون في ظل نظام تعليمي يعاني من ترهل إداري، وغياب آليات الشفافية والرقابة الفعالة على عمليات التصحيح والتقييم.

ويأمل المواطنون في أن تُعيد وزارة التربية النظر في هذه الحالة، وتُنصف طالباً بذل جهداً كبيراً، ليُكافأ بدل أن يُعاقب على تفوقه.