صحفي جنوبي ينتقد قرارات ”الانتقالي”: الهيكلة الحالية ”ضحك على الذقون” و”مسرحية شبيهة بلعبة الشطرنج”

علّق الصحفي والناشط ماجد الكلدي، بسخرية حادة ونقد لاذع، على القرارات الأخيرة التي أصدرها رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، والتي وُصفت بأنها تدخل ضمن عملية "هيكلة" داخل مؤسسات المجلس.
وأكد الكلدي أن مفهوم "الهيكلة" الحقيقي لا ينحصر في نقل شخص من منصب إلى آخر، بل يتطلب تغييرًا جوهريًا في البنية والنهج، مُشدّدًا على أن "تغيير الجلد" هو المطلوب، وليس مجرد "إعادة ترتيب الكراسي" أو نقل الوجوه من مكان إلى مكان آخر دون مسؤولية أو مساءلة.
وقال الكلدي في تصريحات صحفية: "ما يجري اليوم هو ضحك على الذقون واستخفاف بعقول الناس"، مشيرًا إلى أن هذه الخطوات لا تمثل أي تحوّل حقيقي، بل تُعدّ محاولة لتلميع الصورة دون لمس جوهر المشكلات.
وأضاف: "نخشى أن تمتد هذه المسرحية إلى القطاعات العسكرية والأمنية، حيث يتم نقل من تجاوزوا في حق المواطنين، وارتكبوا انتهاكات بحقهم، من موقع إلى آخر، تحت مسمى الهيكلة أو التدوير"، مؤكدًا أن "إذا تم تطبيق هذا السيناريو، فنحن أمام مهزلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى".
وأشار الكلدي إلى أن القرارات الأخيرة تشبه "لعبة الشطرنج"، حيث يتم تحريك القطع من مكان إلى آخر دون أن تسقط أي قطعة، في إشارة إلى أن التغييرات لم تشمل إعفاءات حقيقية أو محاسبة المسؤولين عن الفشل أو المخالفات، بل اقتصرت على تبادل الأدوار بين نفس الوجوه.
واعتبر الكلدي أن مثل هذه الخطوات تُفقد الثقة في أي إصلاحات مستقبلية، وتُظهر أن "الهيكلة" لم تكن سوى ستارًا لاستمرار النهج نفسه تحت عناوين جديدة.
ودعا إلى ضرورة أن تكون أي عملية هيكلة شفافة، وتحظى برقيب مستقل، وتستند إلى معايير كفاءة ونزاهة، مع محاسبة كل من أخلّ بواجباته، بدلًا من تكريمه بنقله إلى منصب آخر.
وأكد أن الشعب الجنوبي "ليس بحاجة إلى مسرحيات، بل إلى إصلاحات حقيقية تُعيد بناء المؤسسات على أسس عادلة ووطنية، وتُحاسب الفاسد وتُكافئ المُخلص".