المشهد اليمني

وفاة زياد الرحباني.. ابن فيروز الذي أعاد صياغة الفن اللبناني

السبت 26 يوليو 2025 11:23 صـ 1 صفر 1447 هـ
زياد الرحباني
زياد الرحباني

توفي صباح اليوم الفنان اللبناني الكبير زياد الرحباني عن عمر ناهز 69 عامًا، بعد معاناة مع المرض، بحسب ما أوردته وسائل إعلام لبنانية.
برحيله، يخسر لبنان والعالم العربي قامة فنية استثنائية، جمعت بين الموسيقى، المسرح، النقد السياسي، والكتابة الساخرة.

زياد الرحباني... الابن البكر لفيروز وعاصي الرحباني

وُلد زياد الرحباني في 1 يناير 1956، وهو الابن البكر للسيدة فيروز والملحن الراحل عاصي الرحباني، أحد أعمدة الموسيقى العربية الحديثة.
في بيئة منزلية مشبعة بالإبداع، ظهرت موهبة زياد مبكرًا، حيث كان يشارك والده تقييم الألحان، ويفاجئه بابتكار نغمات دون تعليم أكاديمي، ما دلّ على عبقرية موسيقية مبكرة.

البداية الفنية: من “سألوني الناس” إلى التجديد الكامل للأغنية اللبنانية

انطلقت مسيرته الفعلية في أوائل السبعينيات، وكانت البداية الكبرى عندما لحّن في سن السابعة عشرة أغنية "سألوني الناس" لوالدته فيروز، والتي جاءت كتعبير غنائي عن غياب والده أثناء مرضه.

ومنذ ذلك الحين، رسّخ زياد اسمه كملحن مستقل برؤية فنية جديدة، تمزج بين اللغة المحكية، الإيقاع الجريء، والنقد الاجتماعي.
كتب وألّف عشرات الأغاني التي غنّتها فيروز، والتي شكّلت لونًا فنيًا جديدًا خاصًا بهما كثنائي.

المسرح السياسي والاجتماعي... نقد لاذع بضحكة ساخرة

تميّز زياد بكتابته المسرحية الجريئة، التي عالجت قضايا الحرب، الطائفية، الفساد، والانقسام اللبناني، مستخدمًا الكوميديا السوداء والموسيقى الحيّة.
أبرز أعماله المسرحية:

  • سهرية

  • نزل السرور

  • شي فاشل

  • فيلم أميركي طويل

  • بالنسبة لبكرا شو؟

جميعها أعمال تحمل بصمة ساخرة، ناقدة، وذات أبعاد سياسية واجتماعية عميقة.

زياد الرحباني في الإعلام... صوت لا يشبه سواه

لم تقتصر مسيرة زياد على المسرح والموسيقى، بل دخل أيضًا مجال الإعلام ككاتب صحفي ومعلق سياسي وإذاعي، وكان صوته واحدًا من الأصوات القليلة التي واجهت السلطة بالذكاء والسخرية، دون أن يفقد جمهوره الشعبي.

محطات من حياته الشخصية

تزوّج زياد من دلال كرم، لكن علاقتهما لم تستمر، وقد أشار في أكثر من مناسبة إلى أن طبيعة شخصيته وقلقه الداخلي كانا سببًا رئيسيًا في الانفصال.
لاحقًا، عاش علاقة عاطفية طويلة مع الممثلة كارمن لبس استمرت أكثر من 15 عامًا، وانتهت بسبب اختلاف الرؤى حول الاستقرار والحياة.

إرث لا يموت... زياد كما عرفه الناس

جمع زياد بين الفن والفكر، ونجح في تأسيس خط فني خاص به، لا يشبه أحدًا، ولا يمكن تقليده.
هو الملحن، البيانيست، الكاتب، المسرحي، الإعلامي، والمقاوم بالفن.
كان صوتًا مناقضًا للسائد، ولطالما تحدّى القوالب الجاهزة سواء في الشكل أو المضمون.

وداعًا زياد... المسرح يطفئ أنواره، والبيانو يصمت

برحيل زياد الرحباني، تنطفئ شمعة فنية فريدة في العالم العربي.
لكنه باقٍ في الذاكرة من خلال أعماله، مسرحياته، نكاته الساخرة، وحنجرات الناس التي لا تزال تردّد كلماته.