المشهد اليمني

كشف سبب وفاة نجل ”فيروز” الفنان اللبناني زياد الرحباني.. ماذا قال الطب الشرعي؟

السبت 26 يوليو 2025 06:03 مـ 1 صفر 1447 هـ
الفنان زياد الرحباني
الفنان زياد الرحباني

ودّعت بيروت، اليوم السبت، أحد أبرز رموز الفن اللبناني المعاصر، بوفاة الموسيقي والمسرحي زياد الرحباني عن عمر ناهز 69 عامًا، بعد صراع مع مشاكل صحية في الكبد، تفاقمت في الأسابيع الأخيرة، وفق ما أعلنه الطبيب الشرعي.

الراحل هو نجل الفنانة الكبيرة فيروز والموسيقار الراحل عاصي الرحباني، وواحد من أكثر الفنانين اللبنانيين تأثيرًا منذ سبعينيات القرن الماضي، حيث أعاد تعريف المسرح الغنائي والموسيقى السياسية بأسلوب ساخر لاذع، شكّل علامة فارقة في الحياة الثقافية اللبنانية والعربية.

وقالت قناة "الجديد" اللبنانية إن زياد كان يخضع لمتابعة طبية دورية في أحد مستشفيات بيروت، إلا أن حالته الصحية شهدت تدهورًا كبيرًا خلال الخمسة عشر يومًا الأخيرة.

فن ساخر.. ومسرح مقاوم للواقع

اشتهر زياد الرحباني بمسرحياته التي مزجت بين الكوميديا السوداء والنقد السياسي والاجتماعي اللاذع، مثل "سهرية" و"نزل السرور" و"فيلم أميركي طويل"، حيث قدم فيها المجتمع اللبناني كمرآة صادقة لانقساماته الطائفية ومآسيه السياسية.

وفي الوقت الذي كرّس فيه والده عاصي الرحباني فنّه لتقديم صورة مثالية عن لبنان، اختار زياد أن يعري الواقع، ويصطدم بالمقدّس السياسي والاجتماعي وحتى الفني، بما في ذلك الإرث الرحباني ذاته.

موسيقى حملت وجدان فيروز.. وروح التمرّد

إلى جانب المسرح، قدّم زياد عشرات الألحان الخالدة بصوته وأصوات آخرين، أبرزهم والدته فيروز، التي غنّت من ألحانه أعمالاً مثل: "كيفك إنت؟"، "أنا عندي حنين"، "حبيتك تنسيت النوم", "سألوني الناس", و"سلّملي عليه". وقد أثارت بعض هذه الأعمال جدلاً حادًا بين جمهور فيروز التقليدي ومحبي التجديد، لكنها حققت نجاحًا جماهيريًا لافتًا.

وفي مهرجانات بيت الدين عام 2018، عاد زياد ليقدّم استعراضًا موسيقيًا كبيرًا، جمع فيه مقطوعاته وموسيقى الأخوين رحباني، وسط فرقة ضخمة وأداء مسرحي ساخر، احتفاءً بإرثه الشخصي والعائلي.

رحل زياد الرحباني جسدًا، لكن صوته سيظل حاضرًا في الذاكرة اللبنانية والعربية، ناقدًا ساخرًا، ومبدعًا عنيدًا، وموسيقارًا اختار أن يقول الحقيقة بصوت عالٍ، ولو على حساب التصفيق.