المشهد اليمني

مسؤول حكومي يكشف موقف عارف الزوكا من علي عبدالله صالح: ”لو لم يبقَ في المؤتمر إلا صالح لما تركته”

الإثنين 28 يوليو 2025 12:17 صـ 3 صفر 1447 هـ
الزوكا وعفاش
الزوكا وعفاش

كشف الصحفي ووكيل وزارة الشباب والرياضة، شفيع عبد الله العولقي، عن موقف لافت للنائب عارف الزوكا تجاه الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، خلال الأحداث المفصلية التي شهدتها اليمن عام 2011م، في ذروة ثورة الشباب السلمية.

وأوضح العولقي، في تصريحات صحفية موسعة، أنه في أحد أيام العام 2011، توجه إلى عارف الزوكا، الذي كان حينها عضوًا بارزًا في مجلس النواب وقياديًا في حزب المؤتمر الشعبي العام، داعيًا إياه إلى الانضمام إلى ثورة الشباب التي طالبت بإسقاط النظام ومحاربة الفساد، وترك الاصطفاف مع الرئيس صالح، في ظل التحولات الجذرية التي كانت تشهدها الساحة السياسية.

إلا أن الزوكا، وفق ما نقله العولقي، رفض الطلب بشكل قاطع، وأبدى ولاءً صارمًا لصالح، حتى في أحلك الظروف. ونقل العولقي عن الزوكا قوله بلهجة حاسمة: "والله لو لم يتبقَّ في المؤتمر الشعبي العام إلا علي عبدالله صالح، لما تركته"، مؤكدًا أن ولاءه للرئيس السابق متجاوزًا أي اعتبارات سياسية أو حسابات شخصية.

وأضاف الزوكا، بحسب الرواية، مُؤكّدًا صدق موقفه: "وهذه العمارة شاهدة علينا"، في إشارة إلى المكان الذي جرت فيه المحادثة، وكأنه يُعلي من درجة الالتزام والوفاء، مُقدّمًا تأكيدًا رمزيًا على ثبات موقفه في لحظة فاصلة من تاريخ اليمن الحديث.

ووصف شفيع العولقي تلك اللحظة بأنها كانت "مفصلية وصادمة"، كاشفة عن عمق الولاءات القبلية والحزبية التي كانت تسيطر على المشهد السياسي آنذاك، ومؤكدة على صعوبة تفكيك الشبكات التقليدية التي ربطت النخب السياسية بمركز القرار.

وأشار العولقي إلى أن موقف الزوكا، رغم ما قد يُنظر إليه من البعض على أنه تشبث بالماضي، إلا أنه يعكس صورة حقيقية عن وجدان جزء كبير من القيادات السياسية التي نشأت في ظل نظام صالح، وظلت متمسكة به حتى في لحظة انهياره.

يُذكر أن عارف الزوكا، أحد أبرز الوجوه السياسية في شبوة، لعب دورًا بارزًا في حزب المؤتمر، وظلت علاقته بعلي عبدالله صالح موضع تحليلات واسعة، خاصة في مرحلة ما بعد 2011، وما تلاها من تطورات سياسية وعسكرية في الجنوب اليمني.

التصريحات الجديدة تعيد فتح ملف الولاءات السياسية في اليمن، وتكشف عن عمق الانقسامات والاختيارات الصعبة التي واجهها السياسيون في لحظات التحوّل، وتُظهر كيف أن المواقف التاريخية لا تُبنى فقط على الحسابات العقلانية، بل أحيانًا على القيم الشخصية، والعلاقات القبلية، والانتماءات الحزبية الراسخة.