وثائقي ”العربية” عن ”صالح” يشعل غضب الحوثيين: اتهامات بالتزييف واعترافات ضمنية بالخيانة

هاجم نصر الدين عامر، المعين من قبل جماعة الحوثيين رئيسًا لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ" فرع صنعاء، قناة "العربية" على خلفية بثها برنامجًا وثائقيًا بعنوان "الساعات الأخيرة من حياة الرئيس الراحل علي عبد الله صالح"، والذي عُرض قبل يومين، وتناول تفاصيل اللحظات الأخيرة لصالح أثناء أحداث ديسمبر 2017، بمشاركة شهادة أحد أبنائه.
واتهم عامر القناة بـ"تزوير الحقائق وتزييف الوقائع"، مؤكدًا أن الوثائقي تضمن "مغالطات عديدة ومخالفة للروايات السابقة التي تم تقديمها"، على حد تعبيره. كما وصف أحداث ديسمبر 2017 بـ"الفتنة والجريمة"، مكررًا الأوصاف التي درج إعلام الجماعة على إطلاقها على تلك الانتفاضة.
وأضاف عامر أن لديه معلومات وتفاصيل دقيقة لم تُذكر في البرنامج، مشيرًا إلى أن إنتاج الوثائقي جاء نتيجة خلافات داخل أسرة الرئيس الراحل، بالإضافة إلى "صراعات بين الإمارات ودول أخرى"، دون أن يخوض في تفاصيل تلك الجزئية، مكتفيًا بالقول: "أتمنى لهم جميعًا الجحيم".
وفي معرض حديثه، دافع عامر عن الرواية الحوثية بشأن موقع مقتل الرئيس السابق، واعتبر أن ما كشفه إعلام الجماعة هو "الصحيح"، مشيرًا إلى أن طيران التحالف العربي كان يؤمن تحرك صالح أثناء محاولته مغادرة صنعاء، من خلال تنفيذ غارات على مواقع عسكرية حوثية، منها نقاط تفتيش وعربات مسلحة، لا سيما على الطريق المؤدي إلى محافظة مأرب.
واعترف عامر، في سياق تصريحاته، بمصرع "المئات من عناصر الجماعة" خلال انتفاضة ديسمبر 2017، جراء غارات التحالف، خصوصًا في منطقة سنحان وعلى امتداد الطريق إلى مأرب، مؤكدًا أن العشرات من العربات العسكرية الحوثية عادت من تلك الجبهة بعد أن لحقت بها خسائر كبيرة.
وفي تصعيد لافت، اختلق عامر جملة من الاتهامات، من بينها "تورط أسرة صالح في علاقات مزعومة مع إسرائيل"، وهي تهمة اعتادت الجماعة الحوثية إطلاقها ضد خصومها السياسيين في محاولة لتحسين صورتها أمام الشارع اليمني، رغم سجلها الحقوقي المتخم بالانتهاكات منذ اندلاع أولى حروب صعدة عام 2004 وحتى اليوم.
كما أقر عامر، بشكل غير مباشر، بخيانة جماعته للرئيس الراحل بعد تحالفهم معه في سنوات سابقة، متهمًا نظام صالح بأنه كان مسؤولًا عن "مقتل عناصر من جماعته" خلال الحروب الستة في صعدة، واصفًا التحالف الذي جمع الحوثيين بصالح لاحقًا بأنه "تسامح من جانبهم"، متجاهلًا أن انتفاضة ديسمبر اندلعت بعد قيام جماعته بتطويق منازل صالح، وقتل مرافقي أبنائه، بل ومحاصرة منزل الرئيس نفسه.
وأشار عامر إلى خطابات زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، التي وصفها بالموجهة، رغم أن الممارسات على الأرض، وفقًا للواقع، تتناقض مع مضامين تلك الخطابات، بدءًا من ما وصفه بـ"الجرعة" ووعد تحسين الأوضاع المعيشية، في حين أقدمت الجماعة على إيقاف رواتب الموظفين ورفع الأسعار، ما فاقم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في مناطق سيطرتهم.
يُذكر أن البرنامج الوثائقي الذي بثته قناة "العربية" أثار تفاعلًا واسعًا، نظرًا لما تضمنه من شهادات حصرية ومقاطع مصورة، سلطت الضوء على الساعات الحرجة قبيل مقتل الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، في واحدة من أكثر اللحظات المحورية في تاريخ اليمن الحديث.