رئيس وزراء لبنان: حصر السلاح بيد الجيش اللبناني هو السبيل الوحيد لإنقاذ الدولة

شدد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام على أن حصر السلاح بيد الجيش اللبناني هو الشرط الأساسي لإنقاذ الدولة اللبنانية من أزماتها العميقة. وأوضح في تصريحات رسمية بمناسبة عيد الجيش، أن أي مشروع لبناء وطن مستقر لا يمكن أن يرى النور ما لم تُبسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها، من خلال مؤسساتها الأمنية الشرعية وعلى رأسها الجيش.
عيد الجيش اللبناني.. تحية وتقدير
وجّه نواف سلام تحية إجلال لجنود الجيش اللبناني في ذكرى تأسيس المؤسسة العسكرية، واصفًا إياها بأنها "الحصن الحصين للسيادة والاستقلال، والرمز الوطني الجامع لكل اللبنانيين". وأشار إلى أن "جيش واحد لشعب واحد في وطن واحد" يجب أن يكون الشعار العملي للمرحلة المقبلة، إذا ما أُريد للبلاد أن تنهض من أزماتها السياسية والأمنية.
تطبيق اتفاق الطائف ضرورة ملحّة
أعاد سلام التأكيد على أن حصر السلاح بيد الجيش اللبناني منصوص عليه بوضوح في اتفاق الطائف، داعيًا إلى استكمال تطبيق الاتفاق وتصحيح ما شابه من خلل وسوء تنفيذ خلال العقود الماضية. وأشار إلى أن غياب اللامركزية الموسعة والتنمية المتوازنة، وهما عنصران جوهريان في الطائف، كان لهما أثر سلبي مباشر على الاستقرار الداخلي.
لا استقرار دون بسط سلطة الدولة الكاملة
اعتبر رئيس الوزراء أن كل حديث عن إصلاح أو إنقاذ اقتصادي أو سياسي يبقى بلا جدوى إن لم يترافق مع خطوات جادة نحو حصر السلاح بيد الجيش اللبناني، لافتًا إلى أن بقاء السلاح خارج سيطرة الدولة يهدد السلم الأهلي ويضعف ثقة المواطنين بمؤسساتهم الشرعية، ويحول دون شعورهم بالأمان والاستقرار.
الموقف من الاحتلال الإسرائيلي
تطرق سلام في كلمته إلى العوامل الخارجية التي تعيق الاستقرار في لبنان، مؤكدًا أن "الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية ووقف الاعتداءات المتكررة شرط أساس للاستقرار"، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن هذا لا يُغني عن حصر السلاح بيد الجيش اللبناني وحده لضمان أمن الداخل وتعزيز الوحدة الوطنية.
العلاقات اللبنانية السورية أمام فرصة جديدة
وفي الشأن الإقليمي، اعتبر نواف سلام أن التغييرات السياسية في سوريا تمثل فرصة لإعادة بناء العلاقات الثنائية على أسس جديدة. وأوضح أنه ناقش مع الرئيس السوري أحمد الشرع سبل تجاوز عقد الماضي، مع التأكيد على مبدأ احترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، بما يخدم مصلحة البلدين.
القرار الحاسم بيد الدولة ومؤسساتها
واختتم رئيس الحكومة اللبنانية تصريحاته بالتشديد على أن مستقبل لبنان يجب أن يُبنى على قرار وطني خالص، وأن حصر السلاح بيد الجيش اللبناني لم يعد خيارًا بل ضرورة، قائلاً: "الوقت قد حان لأن نعيد الاعتبار لسلطة الدولة ومؤسساتها، ونعيد للبنان صورته كدولة ذات سيادة كاملة".