اعترافات تحت التعذيب لـ”أبرياء” كانوا في طريقهم إلى السعودية وبث دعائي صادم للحوثيين يستنفر ردودا دولية

في تصعيد خطير أثار موجة استنكار حقوقية دولية، اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش جماعة الحوثي بارتكاب جريمة حرب عقب نشرهم تسجيلات مصوّرة يُعتقد أنها تتضمن اعترافات انتُزعت بالإكراه من طاقم سفينة تجارية تم احتجازها ثم إغراقها في البحر الأحمر.
وقالت المنظمة الحقوقية في بيان رسمي، الخميس، إن مقاطع الفيديو التي بثها الحوثيون في 27 يوليو 2025، وتُظهر أفراد طاقم سفينة "إيتيرنيتي سي" وهم يدلون باعترافات بشأن وجهة السفينة، تشكّل انتهاكًا صارخًا لحقوقهم وكرامتهم الإنسانية، ووصفتها بأنها "جريمة حرب واضحة" بموجب القانون الدولي الإنساني.
وظهر الطاقم في المقاطع وهم يرددون مزاعم حوثية بأن السفينة كانت متجهة إلى ميناء إسرائيلي، وهي رواية رفضتها المنظمة، مؤكدة أن الطاقم "أُجبر على الإدلاء بتصريحات كاذبة"، في محاولة لتبرير الهجوم على السفينة.
وجهة السفينة: في طريقها إلى السعودية
الباحثة في شؤون البحرين واليمن لدى المنظمة، نيكو جعفرنيا، أكدت أن السفينة كانت قد أنهت تسليم مساعدات إنسانية لصالح برنامج الغذاء العالمي في الصومال وكانت في طريقها إلى المملكة العربية السعودية، وليس إلى إسرائيل كما ادّعى الحوثيون.
وحذّرت جعفرنيا من أن أساليب التعذيب وانتزاع الاعترافات القسرية "ليست جديدة على جماعة الحوثي"، مشيرة إلى واقعة مماثلة في يونيو 2024 عندما بثت قناة "المسيرة" التابعة للجماعة مقاطع لمعتقلين يمنيين تحت الإكراه، يتهمون أنفسهم بالتجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل.
دعوات للإفراج عن البحارة فورًا
وطالبت هيومن رايتس ووتش بالإفراج الفوري عن عشرة من أفراد طاقم إيتيرنيتي سي ما زالوا محتجزين لدى الحوثيين "دون أي مبرر قانوني"، داعية إلى تمكينهم من العودة إلى بلدانهم وعائلاتهم فورًا.
خلفية الواقعة: هجوم دموي وبث دعائي
وكان الإعلام الحربي التابع للحوثيين قد نشر في 29 يوليو تسجيلات - تابعها "المشهد اليمني" - لبحارة السفينة يقرّون فيها بـ"انتهاك الحظر البحري المفروض على الموانئ الإسرائيلية"، فيما قالت الجماعة إنها أنقذت 11 بحّارًا من الطاقم، بينهم جريحان، بعد استهداف السفينة.
وذكرت مصادر حوثية أن السفينة، التي كانت ترفع علم ليبيريا وتديرها شركة يونانية، تلقت عدة تحذيرات تجاهلتها قبل استهدافها في 7 يوليو الماضي قبالة سواحل الحديدة، وهو الهجوم الذي أسفر عن مقتل اثنين من الطاقم.
وأكدت الحكومة الفلبينية لاحقًا أن 9 من البحارة الذين تم إنقاذهم يحملون الجنسية الفلبينية، وصرح وزير شؤون العاملين المهاجرين هانز كاكداك بأن حالتهم مستقرة، وأن الجهود مستمرة لتأمين إطلاق سراحهم.
يُشار إلى أن سفينة إيتيرنيتي سي هي الثانية التي يتم إغراقها في يوليو، بعد سفينة "ماجيك سي" التي استهدفتها جماعة الحوثي أيضًا، ضمن سلسلة هجمات بحرية تقول الجماعة إنها تأتي في إطار الرد على دعم إسرائيل في حربها الإبادية على غزة.