تصعيد خطير في القدس.. اعتقال 3 من حراس المسجد الأقصى واقتحام جماعي يقوده بن جفير

أقدمت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، على اعتقال ثلاثة من حراس المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس المحتلة، في تطور خطير يعكس تصعيداً ممنهجاً ضد الوجود الإسلامي في الحرم القدسي الشريف، ضمن موجة جديدة من الانتهاكات.
جاءت هذه الاعتقالات تزامناً مع اقتحام واسع وغير مسبوق قاده وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن جفير، الذي رافقه عضو الكنيست عن حزب الليكود عميت هاليفي، إلى جانب أكثر من 1300 مستوطن متطرف، وذلك خلال ما تُعرف بـ"ذكرى خراب الهيكل"، وهي مناسبة تروج لها جماعات الهيكل المتطرفة.
اقتحام المسجد الأقصى تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال
وأكدت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، في بيان رسمي، أن ما لا يقل عن 1251 مستوطناً اقتحموا صباح اليوم باحات المسجد الأقصى، حيث مارسوا طقوسًا تلمودية واستفزازية، شملت الغناء والرقص داخل الحرم، وسط حماية مشددة من قوات شرطة الاحتلال، التي قامت أيضاً بقمع المرابطين والمصلين، واعتدت على الصحفيين لمنع التغطية الإعلامية للحدث.
بن جفير يقود اقتحاماً استفزازياً وسط تحذيرات من مخطط تهويدي
هذا الاقتحام الجماعي جاء بقيادة وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن جفير، المعروف بتوجهاته العدائية تجاه الفلسطينيين والمسجد الأقصى، حيث يُعد هذا المشهد واحداً من أخطر الاقتحامات التي يشهدها الحرم القدسي في الأعوام الأخيرة. ويهدف هذا التحرك إلى تكريس وقائع جديدة على الأرض ضمن مخطط أوسع لـ تهويد القدس وتغيير معالمها الإسلامية.
محافظة القدس: الاحتلال يكرس التقسيم الزماني والمكاني
وفي بيان لها، حذرت محافظة القدس من أن هذا الاقتحام المكثف ليس حدثاً عابراً، بل هو جزء من سياسة إسرائيلية مدروسة تهدف إلى فرض التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، بما يمهّد لإقامة ما يسمى بـ"الهيكل المزعوم"، وهو ما يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، وللقرارات الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، التي تؤكد أن الأقصى موقع تراث إسلامي خالص.
الأوقاف: الاعتداءات المتكررة تنذر بتفجير الأوضاع
من جهتها، طالبت هيئة الأوقاف الإسلامية المجتمع الدولي، والمؤسسات الحقوقية والإنسانية، بالتدخل العاجل لوقف هذه الانتهاكات، محذرة من أن استمرار الاعتداءات على المسجد الأقصى، والاعتقالات المتكررة بحق حراسه والمصلين، تنذر بانفجار الأوضاع في القدس وفلسطين بشكل عام.
انتهاكات متواصلة في ظل صمت دولي
تأتي هذه الانتهاكات في وقت يواصل فيه الاحتلال فرض واقع جديد في القدس، وسط صمت دولي مريب. وتطالب جهات فلسطينية بتصعيد التحركات السياسية والإعلامية لفضح جرائم الاحتلال بحق المسجد الأقصى ومواجهة مخططات التهويد التي تهدف إلى طمس الهوية العربية والإسلامية للمدينة المقدسة.