• الرئيسية
• المشهد الثقافي

بدأ رواد الإنترنت بتداول مقاطع وصور تزعم أن مسلسل عائلة سيمبسون الشهير قد تنبأ بعدة أحداث عالمية، أبرزها فضيحة العناق في حفل فرقة كولدبلاي، لكنّ التحقيقات الصحفية الدقيقة أثبتت أن معظم هذه المزاعم إما خاطئة أو مزيفة بالكامل. مسلسل عائلة سيمبسون، المعروف بسخريته من الواقع الأمريكي، وجد نفسه من جديد في قلب الجدل حول قدرته المزعومة على التنبؤ بالمستقبل، الأمر الذي دفع الصحف العالمية لتدقيق الحقائق إلى التحقق من مدى صحة هذه المزاعم.

حفل كولدبلاي وتضليل الذكاء الاصطناعي

انتشر مؤخرًا مقطع فيديو يظهر فيه الرئيس التنفيذي لشركة "أسترونومر" برفقة مسؤولة الموارد البشرية خلال لحظة عناق محرجة تم التقاطها عبر "كاميرا القبلة"، ويُزعم أن مسلسل عائلة سيمبسون قد تنبأ بهذه الحادثة.

لكن عند التحقيق، وجد الفريق الصحفي أن الصورة المنسوبة للمسلسل ليست موجودة في أي من حلقاته. ما وُصف بأنه مشهد من الحلقة 10 في الموسم 26، المعروضة عام 2015، لم يتضمن أي مشهد مشابه. ووفقًا لبرمجيات تحليل الصور مثل AIorNot وHive Moderation، فإن الصورة على الأرجح تم توليدها باستخدام الذكاء الاصطناعي، مما يضعف صحة هذه المزاعم.

حقيقة تنبؤ ترامب رئيسًا

أشهر تنبؤات مسلسل عائلة سيمبسون التي يتداولها الجمهور هو ظهور اسم دونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة.

تعود هذه الإشارة إلى حلقة من الموسم 11، حيث تقول ليزا، بعد أن أصبحت رئيسة: "ورثنا أزمة من الرئيس ترامب".

لكن المشهد الكارتوني الذي يُستخدم عادة لإثبات هذا التنبؤ مأخوذ من فيديو ترويجي تم إنتاجه عام 2015، بعد إعلان ترامب ترشحه رسميًا. لذا فإن جزءًا من هذه الرواية حقيقي، لكنه لا يعني وجود "نبوءة" صريحة.

صورة انهيار جسر بالتيمور: تفاصيل تكشف الزيف

تداول مستخدمو الإنترنت صورة لهومر وليزا يشاهدان انهيار جسر فرانسيس سكوت كي في بالتيمور، وزعموا أن المسلسل قد تنبأ بالحادثة.

ولكن عند تحليل هذه الصورة بدقة، ظهرت مؤشرات واضحة على تلاعب رقمي: شعر ليزا يحتوي على عشرة أطراف بدلًا من ثمانية، وخطوط شعر هومر لا تتطابق مع النمط المعروف للشخصية.

أكدت أدوات تحليل الصور أن المشهد ملفق بالكامل ومن إنتاج الذكاء الاصطناعي، مما يؤكد أن هذه "التنبؤات" مفبركة.

"إنفلونزا أوساكا" وكوفيد-19.. تشابه سطحي فقط

زعمت بعض المنشورات أن المسلسل تنبأ بجائحة كورونا من خلال حلقة تناولت مرضًا قادمًا من اليابان يسمى "إنفلونزا أوساكا".

صحيح أن المرض ظهر نتيجة لعامل ياباني مريض، لكن لا توجد أي إشارات إلى جائحة عالمية أو حجر صحي أو وفيات جماعية.

التشابه الجغرافي لا يكفي لتأكيد أن مسلسل عائلة سيمبسون قد تنبأ بكوفيد-19، ما يجعل هذا الادعاء بدوره غير دقيق.

لماذا تبدو التنبؤات دقيقة أحيانًا؟

فيما يبدو أن أغلب "تنبؤات" مسلسل عائلة سيمبسون هي مجرد مبالغات أو محتوى مزيف، يظل هناك سؤال منطقي: لماذا يشعر الناس أن بعض الحلقات كانت نبوءات؟

مات غرونينغ، مبتكر المسلسل، صرح بأن كتّاب العمل يحاولون دائمًا استكشاف سيناريوهات عبثية وغير متوقعة، مما يجعل بعضها يتحقق بمحض المصادفة.

فالمسلسل يمتد منذ أكثر من ثلاثة عقود، ويضم آلاف النكات والمواقف الافتراضية، مما يزيد من احتمال تحقق بعضها لاحقًا في الواقع.

لا تزال المزاعم المنتشرة حول تنبؤ مسلسل عائلة سيمبسون بأحداث عالمية تجذب الملايين، لكن غالبية هذه المزاعم عند فحصها تفقد مصداقيتها إما بسبب تزييف بصري أو تشابه سطحي.

ويظل المسلسل في الأساس عملًا ساخرًا يعكس الواقع أكثر مما يتنبأ به، بينما يتكفل الذكاء الاصطناعي والبشر بتحويل المبالغات إلى "حقائق" مزعومة على الإنترنت.