تفاصيل جديدة وصادمة حول اغتيال العالمة سميرة موسى

كشف تقرير حديث تفاصيل مثيرة تتعلق بعملية اغتيال العالمة سميرة موسى، عالمة الذرة المصرية البارزة، والتي قُتلت في الخامس من أغسطس عام 1952 في الولايات المتحدة الأمريكية. الحادث الذي كان يبدو في حينه مجرد حادث سير عابر، يتضح اليوم أنه كان عملية تصفية استخباراتية نفذها جهاز الموساد الإسرائيلي، بعد اختراق مباشر لحياتها الخاصة عن طريق أقرب صديقاتها، الفنانة المصرية راقية إبراهيم.
صداقة مزيفة كانت غطاءً لعملية تجسس
بحسب مذكرات نُسبت إلى الفنانة راقية إبراهيم – واسمها الحقيقي راشيل ليفي – والتي وُجدت مخبأة في شقتها بكاليفورنيا بعد وفاتها، تبيّن أنها لعبت دورًا حاسمًا في عملية اغتيال العالمة سميرة موسى. راقية، التي جمعتها صداقة وثيقة بسميرة موسى، استغلت تلك العلاقة للتقرب منها والوصول إلى معملها وأبحاثها. وبحسب ما أكدته حفيدتها ريتا ديفيد توماس، فإن راقية قامت بنسخ مفتاح شقة العالمة عبر طباعته على قطعة صابون، ثم سلّمته لعناصر من الموساد داخل مصر.
تفاصيل عملية الاختراق.. العشاء الأخير قبل الكارثة
بعد أسبوع واحد فقط من تسليم المفتاح، خرجت راقية إبراهيم لعشاء مع سميرة في مطعم الأوبيرج الشهير، وهي اللحظة التي اقتحمت فيها وحدة من الموساد شقة العالمة في غيابها، وصوّرت محتويات المعمل، بما فيها أوراق بحثية متقدمة في مجال الطاقة النووية السلمية. العملية كانت جزءًا من خطة أوسع لمنع العالمة سميرة موسى من تطوير برنامج نووي مصري قد يغير موازين القوى في المنطقة.
رحلة علمية تنتهي بمأساة
وُلدت سميرة موسى في محافظة الغربية عام 1917، وتفوقت دراسيًا منذ نعومة أظافرها. تخرّجت في كلية العلوم بجامعة فؤاد الأول، وكانت الأولى على دفعتها، رغم الضغوط البريطانية الرافضة لتعيين امرأة مصرية معيدة بالجامعة. بفضل دعم أستاذها الدكتور علي مصطفى مشرفة، أصبحت أول معيدة مصرية في كلية العلوم، وبدأت في أبحاث ريادية بمجال الذرة.
خلال رحلتها إلى الولايات المتحدة عام 1952، أجرت أبحاثًا في جامعة سانت لويس بولاية ميزوري، لكنها رفضت عروضًا بالإقامة هناك. قبل عودتها بأيام، تمت دعوتها لزيارة أحد المعامل في كاليفورنيا، وهناك تعرضت لحادث مروّع أدى إلى وفاتها، حين اصطدمت بها شاحنة فجأة، لتسقط في وادٍ جبلي وتُعلن وفاتها لاحقًا، فيما اعتُبر حينها حادثًا عارضًا.
المخابرات وملفات الاغتيالات المغلقة
الحادث ظل لسنوات موضع شك، لكن تقارير غير رسمية أكدت لاحقًا أن ما جرى كان عملية اغتيال مدبّرة. واليوم، مع ظهور مذكرات راقية إبراهيم، تتأكد فرضية أن اغتيال العالمة سميرة موسى لم يكن سوى نهاية لمسار طويل من التجسس والتآمر على واحدة من أبرز العقول المصرية النسائية، التي أرعبت إسرائيل بمشروعها النووي السلمي، ودفعت الثمن بحياتها.
بين الفن والجاسوسية.. راقية إبراهيم تحت المجهر
راقية إبراهيم التي لمع نجمها في أربعينيات القرن الماضي، وُلدت لعائلة يهودية في المنصورة، وارتبطت بإسرائيل سياسيًا وعقائديًا بعد هجرتها. رفضت أدوارًا فنية تدعم الجيش المصري، وأعلنت دعمها العلني لإسرائيل، ما أدى لعزلها من الوسط الفني المصري. اليوم، تتعزز الروايات التي تضعها في قلب واحدة من أخطر عمليات الاغتيال التي نفذها الموساد خارج أراضي فلسطين المحتلة.