هل يُقصى الفن المصري من موسم الرياض بعد قرارات تركي آل الشيخ؟.. اكتشف التفاصيل

أثار قرار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه في المملكة العربية السعودية، موجة من الجدل بعد إعلانه عن الاعتماد الكامل تقريبًا على الفنانين الخليجيين والسعوديين خلال موسم الرياض القادم، مما فتح باب التساؤلات حول مصير الفن المصري في الفعاليات السعودية.
تصريحات رسمية تثير الجدل
أعلن آل الشيخ عبر منشورات متزامنة على منصات التواصل الاجتماعي أن موسم الرياض سيعتمد في عروضه الغنائية والمسرحية بشكل شبه كامل على فرق موسيقية وممثلين من المملكة ودول الخليج. ورغم تطرقه إلى مشاركة المسرح السوري والمحتوى العالمي، لم يأتِ أي ذكر للمسرح المصري، ما فتح الباب لتأويلات عديدة حول إمكانية استبعاد الفن المصري من هذا الحدث الترفيهي الأضخم في المنطقة.
تساؤلات حول غياب الفن المصري
أدى غياب الإشارة للفن المصري، الذي طالما كان عنصرًا محوريًا في مواسم الرياض السابقة، إلى حالة من الجدل داخل الوسط الثقافي والفني المصري. وتساءل عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي إن كان تجاهل ذكر المسرح المصري يعني فعليًا خروجه من المشهد هذا العام، وإن كان غياب الفنانين المصريين سيؤثر على نجاح موسم الرياض أو سيترك أثرًا في مكانة الفن المصري نفسه.
فنانون يعبّرون عن استيائهم
شهدت منصات التواصل انتقادات حادة من بعض الفنانين المصريين، الذين أعربوا عن اندهاشهم من هذا التوجه، لا سيما أن الفن المصري ساهم لعقود في تشكيل الذائقة الفنية العربية. البعض رأى أن تغييب الفن المصري لن يمنع تأثيره، خاصةً وأن الأغنية المصرية واللهجة المصرية ما زالت حاضرة في المشهد العربي بقوة.
أصوات ترى القرار تطورًا ثقافيًا
على الجانب الآخر، أيّد عدد من المتابعين المصريين والعرب هذا التوجه الجديد، معتبرين أن القرار يعكس تطورًا طبيعيًا في المشهد الفني السعودي، حيث بدأ الفنانون السعوديون في الاعتماد على أنفسهم بعد سنوات من الاستفادة من الخبرات المصرية والعربية. واعتبر البعض أن هذه خطوة جريئة من هيئة الترفيه لتمكين المواهب المحلية وتعزيز الهوية الثقافية الخليجية.
جدل حول “سعودة” الفنون
أعاد هذا الإعلان الجدل القديم حول مفهوم “السعودة” الذي طال قطاعات عديدة في المملكة، والآن يبدو أنه يطال القطاع الفني والثقافي. البعض أشار إلى أن الفن المصري سيظل مؤثرًا مهما كانت قرارات الجهات المنظمة في الدول الأخرى، فيما رأى آخرون أن الوقت قد حان لكي يطور المصريون صناعتهم الفنية محليًا ويقللوا من الاعتماد على الدعوات الخارجية.
موقف رسمي يوضح الصورة
وفي محاولة لتهدئة الجدل، أوضح المحلل السياسي السعودي الدكتور محمد الحربي أن إعلان آل الشيخ لا يعني إقصاء الفن المصري، بل يأتي ضمن خطة توسيع المشروع الفني في المملكة، مؤكدًا أن للمسرح المصري عقود مشاركة ممتدة بالفعل. وأشار إلى أن هذه التوجهات لا تعكس توترات بين البلدين، بل تسعى لتعزيز الإنتاج المحلي السعودي فقط.
رغم كل ما أُثير من ردود فعل متباينة، يظل الفن المصري حاضرًا في وجدان الشعوب العربية، وسيظل مؤثرًا بصرف النظر عن منصات العرض. ويبقى السؤال مفتوحًا: هل يمثل قرار هيئة الترفيه السعودية بداية تحوّل استراتيجي في العلاقة الفنية بين مصر والسعودية، أم مجرد إعادة توزيع للأدوار ضمن مشهد عربي متغير؟