ذكرى رحيل ميرنا المهندس.. ما أبرز الأعمال التي يتذكرها الجمهور لها

سَطعت موهبة ميرنا المهندس منذ طفولتها، حين ظهرت في الإعلانات التلفزيونية وهي لا تزال في التاسعة من عمرها. لم تمر موهبتها مرور الكرام، فالمخرج أحمد عبدالسلام انتبه لحضورها وأدخلها إلى عالم السينما، لتبدأ رحلة فنية قصيرة لكن مؤثرة. ومنذ ذلك الحين، أصبحت ميرنا واحدة من أبرز الأسماء التي لفتت الأنظار في الأعمال الدرامية والسينمائية.
تكوين فني متكامل
لم يكن تمثيل ميرنا المهندس وليد الصدفة، فقد نشأت في بيئة فنية متعددة الجوانب، حيث التحقت بمدرسة أجنبية، وتعلمت فن الباليه لمدة ست سنوات، كما درست الغناء الأوبرالي في معهد الموسيقى. هذا التنوع ساعدها على بناء قاعدة صلبة لصقل موهبتها، وهو ما انعكس في أدائها المتقن على الشاشة.
بصمتها في السينما والتلفزيون
بدأت ميرنا المهندس مشوارها المهني الفعلي عام 1993 من خلال فيلم "مستر دولار"، وبعده توالت الأعمال. ومن أبرز محطاتها الفنية مسلسل "أرابيسك" الذي قدمها للجمهور العربي، و"ساكن قصادي" الذي رسّخ مكانتها. رغم قِصر مسيرتها، تركت ميرنا أثراً مميزًا، ولقّبها الجمهور بـ"الفراشة" لخفة ظلها وأدائها الرقيق.
ألم المرض ومعاناة السنوات
عانت ميرنا المهندس من رحلة صحية مؤلمة بدأت بتشخيص خاطئ، حيث اعتقد الأطباء أنها مصابة بـ"الدوسنتاريا"، ما أدى إلى تدهور حالتها نتيجة علاج غير مناسب. وفي حوارات سابقة، تحدثت عن معاناتها قائلة إنها كانت تتناول كميات ضخمة من أدوية الكورتيزون والمضادات الحيوية، دون أن تتمكن من الأكل أو الضحك. ومع تقدم حالتها، سافرت إلى ألمانيا ثم أمريكا، حيث تبيّن أنها مصابة بمرض نادر يُعرف بـ"التهاب القولون التقرحي"، وهو مرض مزمن له طابع نفسي إلى حد كبير.
نضال من أجل البقاء
خضعت ميرنا المهندس لعدة عمليات جراحية معقدة، تم خلالها استئصال القولون بالكامل. عادت بعدها إلى مصر، لكنها استمرت في العمل الفني رغم الألم. شاركت في عدد من الأفلام مثل "أيظن" و"العيال هربت"، و"الأكاديمية"، وكان مسلسل "أريد رجلًا" هو آخر ظهور لها قبل أن يُغلبها المرض في عام 2015.
إرث فني رغم الغياب
رغم مرور عشر سنوات على رحيل ميرنا المهندس، لا تزال أعمالها تُعرض وتُذكر ضمن أبرز المحطات في تاريخ الدراما المصرية. ويمثل رحيلها خسارة مبكرة للفن، لكن ذكراها لا تزال نابضة بالحياة، خاصة في قلوب جمهورها الذين لمسوا فيها موهبة حقيقية لم يمهلها القدر وقتًا كافيًا لتتألق أكثر.