المشهد اليمني

‏سلطان السامعي…التاريخ الأسود لذراع إيران

الأربعاء 6 أغسطس 2025 05:18 مـ 12 صفر 1447 هـ
‏سلطان السامعي…التاريخ الأسود لذراع إيران

يعتبر سلطان السامعي واحد من أكثر الشخصيات الحوثية ارتباطا بالمشروع الإيراني في اليمن وتعود جذور علاقته بالنظام الإيراني إلى عقود سابقة حيث نسج منذ وقت مبكر صلات مباشرة مع أبو مصطفى المسؤول عن الملف اليمني في الحرس الثوري الإيراني وقيادات بارزة في حزب الله اللبناني فالعلاقات لم تكن مجرد تواصل سياسي وانما كانت جزء من منظومة دعم وتمويل وتوجيه جعلت من السامعي أحد أبرز أذرع إيران في الداخل اليمني.

في عام 2012 وبالتنسيق مع القيادة الإيرانية وحزب الله تم إنشاء قناة الساحات لتكون أداة إعلامية موجهة تحت إشرافه هدفها خدمة الأجندة التخريبية لطهران في اليمن وتوظيف الخطاب الإعلامي في تهيئة المناخ للانقلاب الحوثي على الدولة كما ان القناة لعبت دور رئيسي في نشر الفكر الطائفي والتحريض على العنف وكانت منصة للترويج للمشروع الإيراني في المنطقة.

ومنذ ما قبل انقلاب مليشيات الحوثي الارهابية عمل السامعي مع القاضي أحمد سيف حاشد تحت غطاء ما سمي بإنقاذ الثورة وهي مبادرة ظاهرها إصلاح الوضع السياسي وباطنها تنفيذ مخطط إيراني لاختراق الصف السياسي اليمني وتمكنا معا من استقطاب شخصيات من أحزاب مختلفة وجمع شباب الثورة عبر تمويل سخي من إيران بهدف تشكيل قاعدة ولاء سياسية وشعبية تخدم مصالح طهران ولم يتوقف الأمر عند ذلك وعمل السامعي مع القيادي في حزب الله ناصر أخضر على صياغة السياسات الإعلامية لعدد من القنوات والصحف والمواقع اليمنية الممولة من إيران وتوجيه خطابها بما يخدم مشروع المليشيات الحوثية الارهابية.

لم يكن دور السامعي محصور في العمل الإعلامي والسياسي وانما امتد ليشمل دعم المليشيات الحوثية على الأرض فقد كان من أبرز المروجين للتوسع الحوثي في المحافظات وساهم في توفير الغطاء السياسي والإعلامي لجرائمهم بما في ذلك عمليات القمع والاعتقال التي طالت معارضين وصحفيين وناشطين وتشير شهادات موثقة إلى أن السامعي كان يشارك في اجتماعات مغلقة مع قيادات حوثية وإيرانية لوضع خطط عسكرية وأمنية كما كان قناة وصل لنقل التعليمات الإيرانية إلى الداخل اليمني.

وعلى المستوى الميداني لعب دور في تسهيل السيطرة الحوثية على مؤسسات الدولة وإقصاء الكوادر الوطنية وإحلال عناصر موالية للمليشيات كما تورط في توزيع الأموال والأسلحة القادمة من إيران على جبهات القتال.

وبتوجيه مباشر من طهران تم تعيينه عضو في المجلس السياسي الأعلى للحوثيين ومنحه لاحقا رتبة فريق ركن في إشارة واضحة إلى أنه لم يعد مجرد سياسي وأصبح جزء أصيلًا من البنية القيادية الحوثية القائمة على العنصرية والسلالية واليوم يحاول الظهور كناقد لفساد المليشيات لكنه في الواقع يسعى لتبييض سجله المثقل بالجرائم التي ارتكبها أو كان شريك في تمريرها بحق اليمنيين.

فتاريخ سلطان السامعي هو سجل طويل من الولاء لإيران والمشاركة الفعالة في تنفيذ مشروعها التخريبي في اليمن ودعم مليشيات ارهابية عاثت في البلاد الفساد والدمار وهو ما يجعله أحد أبرز رموز التآمر على الدولة اليمنية ومؤسساتها.