المشهد اليمني

سنوس يظهر بجوار بن شرقي.. القصة الكاملة للمادة المثيرة للجدل

الخميس 7 أغسطس 2025 03:26 مـ 13 صفر 1447 هـ
سنوس بحوزة بن شرقي
سنوس بحوزة بن شرقي

أثار تداول صور تظهر اللاعب المغربي أشرف بن شرقي وبجواره منتج يُعرف باسم سنوس موجة من التساؤلات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفع الكثيرين للبحث عن حقيقة هذا المنتج واستخدامه بين الرياضيين. ويعتبر "سنوس" أحد البدائل التي يُروَّج لها كأقل ضررًا من السجائر، حيث يُستخدم بوضعه أسفل الشفة لامتصاص النيكوتين، دون الحاجة إلى إشعال التبغ أو استنشاق الدخان.

ما هو سنوس؟ وكيف يعمل؟

يُعد سنوس منتجًا بديلاً للتدخين التقليدي، وظهر لأول مرة في السويد، حيث يُصنع من التبغ الرطب ويباع إما بشكل سائب أو في أكياس صغيرة. يتم امتصاص النيكوتين من خلال الأغشية الفموية، ما يُجنّب الرئتين استنشاق الدخان. وتُخضع الشركات السويدية المنتج لعمليات بسترة تقلل من نمو البكتيريا والمواد الكيميائية الضارة. ورغم أن سنوس لا يخلو من الأضرار، فإن دراسات متعددة تشير إلى أنه أقل تسببًا في أمراض مثل سرطان الفم والرئة مقارنة بالسجائر.

سنوس يغزو الملاعب الإنجليزية

في مايو 2024، كشفت تقارير صحفية بريطانية عن انتشار منتج سنوس بين لاعبي كرة القدم في المملكة المتحدة. وأكدت دراسة أعدتها جامعة لوبورو لصالح رابطة اللاعبين المحترفين، أن واحدًا من كل خمسة لاعبين في الدوري الإنجليزي، رجالًا ونساءً، يستخدمون هذا المنتج. وتبيّن أن 40 في المئة من المشاركين جربوا سنوس مرة واحدة على الأقل، بينما ذكرت 22 في المئة من لاعبات الدوري الممتاز للسيدات أنهن يستخدمنه بشكل منتظم، ما يعكس تحولًا ملحوظًا في نمط استهلاك النيكوتين داخل الأوساط الرياضية.

موقف الأوساط الطبية من سنوس

رغم ترويج بعض الجهات لمنتج سنوس كخيار أقل خطرًا، إلا أن الوكالة الأميركية للأغذية والأدوية أوضحت، بعد مراجعة علمية دقيقة، أنه لا يمكن اعتباره آمنًا تمامًا. فقد أشارت إلى أن سنوس يظل مصدرًا للنيكوتين، وقد يُسبب الإدمان وأمراضًا فموية وقلبية، وإن بدرجة أقل من التدخين. وهذا ما يجعل النقاش حوله لا يزال محتدمًا بين الأطباء والهيئات الصحية العالمية.

سنوس يصل إلى الدوري المصري

في تصريحات إعلامية، أكد اللاعب السابق والمحلل الكروي أحمد حسام "ميدو" أن بعض لاعبي الدوري المصري يستخدمون سنوس، مرجّحًا أنه من العوامل المؤثرة سلبًا في مستوياتهم داخل الملعب. هذه التصريحات فتحت الباب لمزيد من التساؤلات حول مدى وعي اللاعبين بتأثير هذه المادة، خاصة في ظل غياب رقابة صارمة على استخدام بدائل التبغ داخل الأندية المحلية.

غياب القيود التنظيمية يزيد الانتشار

واحدة من أخطر النقاط المتعلقة بانتشار سنوس بين الرياضيين، هي عدم خضوعه لنفس القيود التي تُفرض على السجائر في بعض الدول. هذا التراخي التنظيمي يجعل الوصول إلى المنتج أسهل، خاصة بين الشباب واللاعبين، ويثير مخاوف المختصين من تحوله إلى عادة واسعة الانتشار تهدد الصحة العامة على المدى البعيد.

يثير ظهور سنوس في الأوساط الرياضية، كما في حالة اللاعب أشرف بن شرقي، نقاشًا حيويًا حول البدائل الآمنة للتدخين. ورغم أن البعض يرى فيه خيارًا أقل خطرًا، إلا أن التقييم العلمي لا يزال يؤكد أن سنوس ليس خاليًا من الأضرار، ويحتاج إلى تنظيم ورقابة صارمة، خاصة في البيئة الرياضية التي تتطلب أعلى معايير الصحة والاحتراف.