المشهد اليمني

واشنطن ترفع مكافأة اعتقال نيكولاس مادورو لـ50 مليون دولار

الجمعة 8 أغسطس 2025 09:41 صـ 14 صفر 1447 هـ
نيكولاس مادورو
نيكولاس مادورو

كشفت وزارة العدل الأمريكية عن رفع قيمة المكافأة المعلنة مقابل تقديم معلومات تؤدي إلى اعتقال نيكولاس مادورو إلى خمسين مليون دولار، في خطوة تصعيدية تشير إلى استمرار التوتر في العلاقات بين واشنطن وكاراكاس. وتُعد هذه المكافأة الأعلى من نوعها في ملف الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، والذي تتهمه السلطات الأمريكية بالتورط في قضايا تهريب المخدرات عبر منظمات إرهابية دولية.

اتهامات مباشرة من العدالة الأمريكية

جاء الإعلان عبر حساب وزيرة العدل الأمريكية بام بوندي على منصة "إكس"، حيث أكدت أن وزارة العدل بالتنسيق مع وزارة الخارجية قررت تقديم مكافأة مالية ضخمة لمن يساعد في القبض على نيكولاس مادورو. وأرفقت بوندي منشورها بمقطع مصور، تضمن اتهامات حادة ضد مادورو، مؤكدة أنه يستخدم منظمات إرهابية دولية كوسيلة لتهريب المخدرات إلى داخل الولايات المتحدة، الأمر الذي دفع واشنطن إلى اعتباره "تهديداً للأمن القومي".

مادورو تحت مجهر الولايات المتحدة منذ سنوات

لم يكن هذا التصعيد الأمريكي الأول من نوعه، إذ سبق وأن وجهت الولايات المتحدة في شهر مارس عام 2020، أثناء فترة حكم الرئيس السابق دونالد ترامب، اتهامات رسمية لنيكولاس مادورو وعدد من كبار المسؤولين الفنزويليين بتهم تتعلق بـ"الإرهاب المرتبط بالمخدرات". كما تم في تلك الفترة تحديد مكافأة بلغت خمسة عشر مليون دولار لمن يقدم معلومات تؤدي إلى اعتقاله أو إدانته، قبل أن ترتفع لاحقاً إلى خمسة وعشرين مليون دولار، وصولاً إلى الرقم الحالي غير المسبوق.

دعم أمريكي للمعارضة الفنزويلية

وبينما يصر مادورو على شرعية انتخابه، أعلنت الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة جو بايدن عدم اعترافها بنتائج الانتخابات الفنزويلية التي أجريت في الثامن والعشرين من يوليو، والتي انتهت بإعلان فوز نيكولاس مادورو. وبدلاً من ذلك، اعترفت واشنطن بالمعارض إدموندو غونزاليس رئيساً منتخباً للبلاد. وقبل تنصيب مادورو المقرر في العاشر من يناير، التقى بايدن بغونزاليس في البيت الأبيض، مشيداً به وواصفاً إياه بـ"الرئيس المنتخب الحقيقي"، في إشارة واضحة إلى رفض نتائج الانتخابات.

تصعيد دبلوماسي يعيد العلاقات إلى التوتر

تعتبر خطوة رفع المكافأة إلى خمسين مليون دولار تصعيداً دبلوماسياً خطيراً من جانب الولايات المتحدة تجاه فنزويلا، حيث يعكس حجم العداء السياسي تجاه نيكولاس مادورو. ويشير هذا التحرك إلى أن الإدارة الأمريكية مصممة على عزل مادورو دولياً، لا سيما مع تكرار الاتهامات المرتبطة بملف تهريب المخدرات واستغلال جماعات إرهابية في تنفيذ عمليات إجرامية عابرة للحدود.

مستقبل غامض للعلاقات الأمريكية الفنزويلية

يتزامن هذا التصعيد مع توتر حاد في العلاقات بين البلدين، وتزايد الضغط الدولي على نيكولاس مادورو، الذي بات يواجه تحديات قانونية وسياسية متزايدة. ومع استمرار الولايات المتحدة في تحركاتها القانونية والدبلوماسية ضده، تظل التساؤلات مطروحة بشأن مستقبل النظام الحاكم في فنزويلا، ومدى قدرة مادورو على الصمود أمام الضغوط الداخلية والخارجية، خاصة مع وصول المكافأة إلى هذا الرقم غير المسبوق.