رحيل سيد صادق.. شرير الشاشة الذي لم يغادر محله التجاري

غادر الفنان سيد صادق الحياة صباح يوم الجمعة، عن عمر يقترب من الثمانين عامًا، تاركًا خلفه مسيرة فنية مميزة طبعت اسمه في ذاكرة الجمهور، خصوصًا من خلال أدوار الشر التي أتقن تجسيدها، لدرجة جعلته من رموز هذا النوع الفني في السينما المصرية.
وأكد السيناريست لؤي السيد، نجل الفنان سيد صادق، خبر الوفاة، موضحًا أن صلاة الجنازة ستُقام عقب صلاة الجمعة في مسجد الشرطة بمدينة الشيخ زايد، على أن يتم الدفن بمقابر طريق الفيوم، حيث يودعه محبوه من الوسط الفني وجمهوره العريض.
الفنان سيد صادق.. ملامح صنعت نجومية الشر
ولد الفنان سيد صادق في الثامن عشر من شهر يونيو عام 1945، وتميز منذ بداياته بملامحه الحادة وتكوينه الجسماني الفريد، ما أهله ليصبح من أبرز من جسدوا أدوار الشر ورجال الأعمال الخارجين عن القانون على الشاشة.
ورغم ارتباط اسمه بتجسيد الشخصيات الشريرة، لم يتقوقع الفنان سيد صادق داخل هذا القالب، بل قدم تنويعات درامية وسينمائية تعكس قدراته التمثيلية الكبيرة، التي برزت في عدد من الأفلام والمسلسلات المهمة، مما جعل اسمه دائم الحضور في ذاكرة الجمهور.
ثنائية الفن والتجارة.. حياة مزدوجة على مدى عقود
لم يكن الفنان سيد صادق فنانًا فقط، بل كان تاجرًا أيضًا، حيث احتفظ بمحله التجاري منذ عام 1967، واستمر في إدارته بنفسه، في مشهد نادر يجمع بين الفن والتجارة دون أن يطغى أحدهما على الآخر. وكان دائم الحضور في محله، وكأنما وجد فيه متنفسًا من ضغوط الحياة الفنية، أو ربما ركيزة مادية ثابتة إلى جانب التمثيل.
هذا الجانب من حياة الفنان سيد صادق يضيف بعدًا إنسانيًا واجتماعيًا لمسيرته، ويعكس صورة نادرة لفنان رفض الاعتماد الكلي على الشهرة والنجومية، مفضلًا الاستقلال والاعتماد على الذات.
257 عملًا.. ونجاح دائم في خلفية المشهد
امتدت المسيرة الفنية للفنان سيد صادق على مدى عقود، وصلت إلى 257 عملًا فنيًا متنوعًا بين السينما والتليفزيون، ترك خلالها بصمات يصعب تجاهلها، رغم أن كثيرًا من أدواره كانت ثانوية أو ضمن الأدوار المساعدة.
من أبرز مشاركاته السينمائية أفلام "كدة رضا"، و"الإمبراطور"، و"حسن ومرقص"، و"فوزية البرجوازية"، وهي أعمال رسخت صورة "شرير الشاشة" في عيون الجمهور.
أما في الدراما التليفزيونية، فقد برز الفنان سيد صادق في مسلسلات مثل "فرقة ناجي عطا الله"، و"يتربى في عزو"، و"النساء قادمون"، كما كانت آخر مشاركاته في مسلسل "أستاذ ورئيس قسم" مع الفنان الكبير عادل إمام في عام 2015.
تكريم متأخر.. لكنه مستحق
نال الفنان سيد صادق تكريمًا خاصًا في الدورة الثانية من مهرجان القاهرة للدراما بمدينة العلمين، قبل نحو عامين فقط من رحيله، وهو تكريم استحقه عن جدارة بعد مشوار طويل من العطاء في الفن المصري، وإن جاء متأخرًا بعض الشيء.
وكانت آخر إطلالاته السينمائية من خلال فيلم "حظ سعيد" عام 2012، ليختتم بها فصلًا من فصول إبداعه الفني على الشاشة الكبيرة.
وداعًا لمن رسم ملامح الشر بإبداعه
برحيل الفنان سيد صادق، تفقد الساحة الفنية المصرية أحد أبرز ملامح أدوار الشر التي ارتبط بها المشاهدون عبر الأجيال. لم يكن مجرد ممثل، بل كان وجهًا مألوفًا في كل بيت، ورمزًا فنيًا لصورة الشر النبيل الذي يجيده الكبار.
وسيبقى اسم الفنان سيد صادق حاضرًا في ذاكرة الفن المصري، لا سيما أن الفنان سيد صادق لم يكن مجرد وجهًا عابرًا، بل أحد أولئك الذين رسموا ببراعة مشاهد لا تُنسى.