المشهد اليمني

برلماني عراقي يوجه نداءً حادًا لحزب الله: ”سلم سلاحك ولا تنتظر إيران.. صرت مضحكة”

السبت 9 أغسطس 2025 12:30 صـ 15 صفر 1447 هـ
البرلماني العراقي
البرلماني العراقي

دعا البرلماني العراقي السابق والقيادي السياسي البارز، فائق الشيخ، حزب الله اللبناني إلى التخلي الفوري عن سلاحه، مؤكدًا أن استمراره في التمسك بالقوة المسلحة بات غير مبرر، ولا يخدم سوى مصالح إيران، لا الشعب اللبناني ولا الشيعة في المنطقة.

وجّه الشيخ انتقادًا لاذعًا للحزب خلال مقابلة تلفزيونية بثتها قناة "سكاي نيوز عربية"، قال فيها: "على حزب الله ألا ينخدع بإيران، ولا يظل مستمرًا في اللجوء إليها. سلّم سلاحك، شأنك شأن باقي الكتائب المسلحة، شأنك شأن الدروز – أقصد وليد جنبلاط – وشأنك شأن الآخرين. ما عندك أي خيار آخر".

وأضاف: "لا تظل تعاند وتؤذي الناس وتقتل الناس، ثم تدّعي أنك مقاومة. كفى تلاعبًا بالدماء وتقديم الذرائع الواهية لتبرير وجودك المسلح".

وأشار الشيخ إلى أن تأسيس حزب الله عام 1982 تم تحت شعارين رئيسيين: "مقاومة إسرائيل" و"حماية الطائفة الشيعية"، لكنه شكك في تحقيق الحزب لأي من هذين الهدفين، قائلًا: "هل قاتلت إسرائيل حقًا؟ كل المعارك التي خاضتها خسرتها، وصرت مضحكة في نظر العالم. ماذا كسب لبنان من هذه المغامرات؟ تم تدمير البنية التحتية، وانتهت قدراتك القتالية، وانهارت مصداقيتك".

وتساءل الشيخ بلهجة استنكارية: "ما الذي فعلته فعليًا لحماية الشيعة؟ حي السلم في بغداد، الذي كنت أنام فيه، يضم ملايين العوائل الشيعية، وكل عائلة تتكون من عشرات الأفراد، ولا يجدون مياه الشرب. بينما أنتم تملكون صواريخ ومعدات عسكرية، ويُقتل الناس على أبواب المستشفيات بسبب نقص الأدوية والكهرباء".

وأكد أن الحزب لم يعد يمثل الشيعة، بل بات أداة لمشروع إقليمي يخدم طهران، قائلًا: "أنتم لم تعدوا مقاومة، بل أصبحتم جزءًا من هيمنة إيرانية على القرار السياسي في لبنان، وسببًا في تجويع الشعب اللبناني، وتدمير اقتصاده، وعزلته الإقليمية".

ودعا الشيخ إلى نزع سلاح جميع الميليشيات في لبنان، باعتباره شرطًا أساسيًا لبناء دولة مدنية قوية، تضمن العدالة والكرامة للجميع، مضيفًا: "السلاح لا يصنع دولة، بل يصنع الفوضى والدمار. حان الوقت لحزب الله أن يُسلم سلاحه، لا لشيء، بل لأن بقاءه مسلحًا لم يعد يخدم إلا إيران، ويخدم أعداء الشعب اللبناني".

وأثارت تصريحات الشيخ جدلًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انقسم المعلقون بين مؤيد لرأيه ويعتبره صوتًا صريحًا يعبر عن معاناة الشعوب، وبين معارض يرى أن التخلي عن السلاح في ظل الوجود الإسرائيلي يُعد تنازلًا خطيرًا.

يُذكر أن فائق الشيخ يُعد من الشخصيات الشيعية البارزة التي انتقدت مرارًا التدخلات الإيرانية في الشأن العراقي واللبناني، ودعا إلى فصل الدين عن السياسة، وبناء دولة مدنية لا طائفية.