المشهد اليمني

اعترافات تهز الحوثيين: كشف أسماء قيادات وخطوط تهريب سرية اخترقت دولاً عربية لنقل السلاح من إيران

السبت 9 أغسطس 2025 06:42 مـ 15 صفر 1447 هـ
لقطة من الفيديو المرفق
لقطة من الفيديو المرفق

لم تكن عملية ضبط سفينة "الشروا" محملة بـ750 طنًا من الأسلحة مجرد صفقة تهريب فاشلة، بل كانت مفتاحًا لفتح ملف بالغ الخطورة يكشف للمرة الأولى خريطة الإمداد الإيراني إلى الحوثيين، وأدوار الحرس الثوري وحزب الله في شبكة تهريب عابرة للحدود، تمتد من إيران إلى الصومال وجيبوتي، مرورًا بدول عربية وآسيوية وأفريقية.

اعترافات سبعة من أفراد الخلية، وثقتها كاميرات الإعلام العسكري للمقاومة الوطنية، كشفت عن عمليات تهريب معقدة تشمل أسلحة استراتيجية ومواد كيميائية حساسة، ومعسكرات تدريب في طهران، وأسماء قيادات حوثية تشرف على الشبكة. أربعة من هؤلاء — عامر أحمد يحيى مساوى، علي أحمد عبده قصير، عيسى أحمد عبده قصير، وعبدالله محمد مقبول عفيفي — تحدثوا عن رحلات سرية عبر مطار صنعاء إلى الأردن ثم لبنان، حيث يستقبلهم حزب الله قبل نقلهم إلى سوريا ومنها إلى طهران، أو عبر مسارات بحرية مباشرة إلى بندر عباس.

هناك، يقود محمد جعفر الطالبي معسكرًا خاصًا لتدريب العناصر قبل توزيعهم على مراكز مصغرة في بندر عباس، تمهيدًا لعمليات النقل عبر ثلاثة مسارات رئيسية: مباشرة من إيران إلى ميناء الصليف، أو عبر سواحل الصومال، أو بغطاء تجاري من جيبوتي.

الاعترافات كشفت عن تهريب شحنات مخفية داخل حافظات تبريد تضبط بدرجات دقيقة لنقل مواد كيميائية مثل الهيدرازين والنيتروجين السائل، وهي مكونات تدخل في صناعة الصواريخ والمتفجرات. أما الشحنة التي أوقعت بهم، فكانت الثانية عشرة في سجلهم، ومموهة داخل معدات صناعية كالمولدات والمضخات، لكنها في الحقيقة احتوت على صواريخ مفككة وطائرات مسيرة ومنظومات دفاع جوي.

الأخطر، بحسب ما قاله عناصر الخلية، هو غياب أي اعتراض من البوارج الدولية أثناء عبورهم، ولجوؤهم لطرق جانبية غرب باب المندب لتجنب دوريات المقاومة الوطنية. كما أفصحوا عن قائمة قيادات حوثية تدير التهريب في الحديدة، بينهم حسين العطاس ومحمد المؤيد ويحيى جنية وفيصل الحمزي.


عضو مجلس القيادة الرئاسي، العميد طارق صالح، وصف ما حدث بأنه كشف كامل للمخطط الإيراني، مؤكداً أن الأدلة التي بحوزة المقاومة ستُقدَّم للدول الشقيقة والصديقة لقطع هذا الشريان الإرهابي.

هكذا تحولت "الشروا" من سفينة صيد إلى شاهد على أوسع وأخطر عملية تهريب تشهدها سواحل اليمن، لتضع إيران وحلفاءها في قلب فضيحة عابرة للقارات.