المشهد اليمني

حادثة تجسس تهز الجيش الأمريكي وإحباط عملية تسريب أسرار عسكرية لروسيا في اللحظات الأخيرة!

الأحد 10 أغسطس 2025 10:32 مـ 16 صفر 1447 هـ
أبرامز الأمريكية
أبرامز الأمريكية

في واقعة تسلط الضوء على تصاعد مخاطر الاختراقات الأمنية داخل المؤسسات العسكرية، أعلنت وزارة العدل الأميركية، الأربعاء، إلقاء القبض على الجندي تايلور أدام لي (22 عاماً)، العامل في قاعدة "فورت بليس" بولاية تكساس، بتهمة محاولة نقل معلومات حساسة عن دبابة القتال الرئيسية الأميركية "إم 1 إيه 2" إلى روسيا.

ووفق تقرير للكاتب الأميركي بيتر سوسيو، المتخصص في الشؤون العسكرية والدولية، فإن لي بدأ في مايو الماضي اتصالات مع من اعتقد أنهم مسؤولون بوزارة الدفاع الروسية، قبل أن ينقل أولى البيانات السرية في يونيو، مستغلاً امتلاكه تصريحاً أمنياً يتيح الوصول إلى معلومات "شديدة الحساسية" خاضعة لقيود التصدير.

وكشفت التحقيقات أن الجندي أبدى استعداداً "لتقديم أي مساعدة ممكنة" لروسيا، حتى أنه حاول تسليم قطعة من معدات الدبابة إلى منشأة تخزين في مدينة إل باسو، وأرسل لاحقاً رسالة لمن ظنه عميلاً للاستخبارات الروسية قائلاً: "أنجزت المهمة". وتشير تقديرات أمنية إلى أن هذه المعلومات والمعدة كان من الممكن أن تعزز القدرات القتالية الروسية في وقت تزوّد فيه واشنطن أوكرانيا بنماذج أقدم من الدبابات ذاتها.

تحذيرات من تهديد داخلي

المقدم سين إف ستنشيون، قائد قيادة مكافحة التجسس بالجيش الأميركي، وصف العملية بأنها "تذكير مثير للقلق" بخطورة التهديدات الداخلية، مؤكداً أن الجهود المشتركة بين مكافحة التجسس ومكتب التحقيقات الفيدرالي تمكّنت من إحباط المحاولة، وأن أي جندي يخون القسم العسكري سيتم كشفه ومحاسبته.

سلسلة حوادث متكررة

قضية لي ليست معزولة؛ ففي الأعوام القليلة الماضية تم توقيف أكثر من ستة جنود أميركيين بتهم تسريب معلومات عسكرية، كان أغلبها موجهاً إلى الصين. كما شهدت الفترة الأخيرة قضايا مشابهة ارتبطت باستخدام تطبيقات المواعدة ومنصات الألعاب الإلكترونية مثل "ديسكورد" و"وور ثندر"، حيث جرى نشر بيانات حساسة عن دبابات وطائرات وأنظمة تسليح بهدف "التباهي" أو بدوافع مالية وأيديولوجية.

التجسس في العصر الرقمي

يرى خبراء الأمن أن الإنترنت سهل عمليات تجنيد الجواسيس، وأن الدوافع وراء تسريب الأسرار تتنوع بين المال، والأيديولوجيا، والمساومة، وحب الذات. وفي ظل هذا الواقع، تتزايد الحاجة إلى تعزيز الرقابة الداخلية، ورفع وعي العسكريين بخطورة أي نشاط مشبوه قد يستغلهم كحلقة ضعيفة في منظومة الأمن القومي.

تؤكد حادثة الجندي لي أن ساحات الصراع لم تعد تقتصر على ميادين القتال، بل امتدت إلى الفضاء الرقمي، حيث يمكن لمعلومة واحدة أن تغيّر موازين القوة. وفي مواجهة هذا التحدي، يبدو أن معركة حماية الأسرار العسكرية أصبحت معركة يومية تتطلب يقظة دائمة، وتعاوناً وثيقاً بين الأجهزة الأمنية والعسكرية.