المشهد اليمني

اتهامات بمعاداة السامية تطال الدبلوماسية المغربية في أمريكا

الإثنين 11 أغسطس 2025 04:50 مـ 17 صفر 1447 هـ
يوسف العمراني
يوسف العمراني

أثار مقال نُشر على منصة “JFEED” جدلًا واسعًا في الأوساط المغربية، بعد اتهامات وُجهت إلى يوسف العمراني، سفير المملكة المغربية لدى الولايات المتحدة الأمريكية، بمعاداة السامية والتقاعس عن دعم العلاقات بين المغرب وإسرائيل.

رئيس جمعية الصداقة المغربية-الإسرائيلية: تعيين العمراني خطأ استراتيجي

وجّه مصطفى الزرغاني، رئيس جمعية الصداقة المغربية-الإسرائيلية (MIFA)، انتقادات لاذعة للسفير العمراني، واصفًا تعيينه في هذا المنصب بـ"الخطأ الاستراتيجي"، معتبرًا أن سلوكه ومواقفه لا تتماشى مع توجه المغرب في تعزيز شراكاته مع الولايات المتحدة وإسرائيل، لا سيما بعد الاعتراف الأمريكي بسيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية خلال ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب.

وأوضح الزرغاني أن المغرب أمام فرصة تاريخية لاستقطاب الاستثمارات الإسرائيلية والأمريكية نحو الصحراء المغربية، باعتبارها بوابة استراتيجية للقارة الإفريقية.

اتهامات تطال زوجة السفير.. وتحذير من "الخطاب الأحادي"

امتدت الانتقادات لتشمل أسماء المرابط، زوجة السفير المغربي وناشطة معروفة، حيث اتهمها المقال بنشر محتوى على وسائل التواصل الاجتماعي يتضمن ما وصفه بـ"الخطاب المعادي لإسرائيل"، واعتبر أن منشوراتها خلال الحرب الأخيرة على غزة ركّزت على "إسرائيل كمعتدية"، دون الإشارة إلى ما سماه المقال "هجوم 7 أكتوبر" من طرف حركة حماس.

ووصف المقال هذا الخطاب بـ"الأحادي"، واعتبر أنه يتقاطع مع مواقف متطرفة تدعو لزوال إسرائيل، على حد زعمه.

انتقادات لتراجع التواصل مع الجالية اليهودية في أمريكا

اتهم الزرغاني السفير يوسف العمراني بأنه لم يفتح قنوات تواصل حقيقية مع الجالية اليهودية المغربية في الولايات المتحدة، مشيرًا إلى "تراجع انفتاح السفارة على المبادرات المعززة للشراكة المغربية-الإسرائيلية"، مقارنة بما كانت عليه في السابق تحت سياسة "الأبواب المفتوحة".

وأضاف أن هذا التوجه لا يعكس إرادة المملكة المغربية بقيادة الملك محمد السادس، التي تتبنى الانفتاح والتعددية والتعايش، ما يضع اختيارات كهذه – على حد وصفه – في خانة "التناقض مع السياسة الرسمية للدولة".

رفض واسع من النشطاء والإعلاميين المغاربة

في المقابل، واجهت هذه الاتهامات حملة من الرفض والانتقادات الواسعة من قِبل العديد من النشطاء المغاربة، الذين وصفوا المقال بأنه استهداف مقصود للدبلوماسية المغربية، معتبرين أن هذه الهجمة تهدف إلى خدمة أجندة صهيونية تسعى إلى الضغط على مؤسسات سيادية مغربية.

وحذر البعض من محاولات بعض الشخصيات الداعمة لإسرائيل في الخارج من التأثير في القرارات السيادية المغربية، خصوصًا في ما يتعلق بتعيينات تمثيل المغرب في الخارج.

من هو مصطفى الزرغاني؟

الزرغاني هو شخصية معروفة بتنظيم فعاليات تهدف لتعزيز التعاون المغربي-الإسرائيلي، حيث أطلق مبادرات متعددة، مثل:

  • استضافة رجال أعمال إسرائيليين في المغرب.

  • تنظيم لقاءات مع مسؤولين حكوميين مغاربة.

  • عقد شراكات مع معاهد إسرائيلية مثل "شالوم هارتمان".

  • الدفع بإطلاق برامج من نوع "القيادات المسلمة" داخل المملكة.

تسلّط هذه القضية الضوء على التعقيدات المحيطة بعلاقات المغرب مع إسرائيل بعد استئناف العلاقات بين البلدين، وتطرح أسئلة جدية حول حدود الانفتاح، واستقلالية القرار الدبلوماسي المغربي في وجه محاولات التأثير الخارجي.